العدد 49 - اقتصادي
 

سيطرت حالة من الهلع على أسواق البورصة العالمية في تداولات الأسبوع الماضي، حيث تخبطت أسعار صرف العملات الرئيسية والمعادن مقابل الدولار الأميركي في صورة لم يaaسبق لها مثيل.

ولم تكن قوة الدولار مدعومة بتحسن الاقتصاد الأميركي، إذ تظهر معظم البيانات تراجع الأداء الاقتصادي في الولايات المتحدة الأميركية لكن تدهور نتائج الاقتصاد الأوروبي عزز موقف العملة الخضراء مقابل اليورو والجنيه الأسترليني، كما أن الحديث عن قيام الحكومة الأميركية بجمع الدولار ساهم بزيادة قوته.

واستعادت العملة الأميركية لقب "سيدة العملات"، مع إغلاق تداولات الأسبوع بعد استعراضها عضلاتها واستعادتها القمة التي كانت تحتلها منذ سنوات.

تأتي هذه التغيرات في الوقت الذي تعاني فيه الأسواق العالمية حالة من التذبذب الحاد الذي يسيطر عليه طابع الانخفاض في ظل الأزمة المالية العالمية، التي ترمي بثقلها على أقوى اقتصادات العالم.

الجنيه الإسترليني واليورو الأوروبي، العملتان الأقوى مقابل الدولار قبل فترة، اهتزتا أمام العملة الخضراء أخيرا، إذ انخفض سعر صرف الأول بمقدار ألف ومئة نقطة في تداولات يوم الجمعة 24 من الشهر الجاري، ثم عاود ليرتفع 750 نقطة في اليوم ذاته.

أما اليورو، ورغم هبوطه السريع، فإنه كان أكثر ثباتا من الجنيه الإسترليني، بعد أن انزلق سعر صرفه إلى مستوى 1.2497 دولار في تداولات الجمعة نزولا من 1.3004 في اليوم ذاته، لكنه عاد ليغلق التداولات عند حاجز 1.2619.

ولم تتوقف قوة الدولار عند هاتين العملتين إذ فشلت بقية العملات في إثبات أي قوة تذكر مقابله، باستثناء الين الياباني الذي غنى خارج السرب حينما ظل يكتسب القوة إلى أن بلغ مستوى لم يلامسه منذ العام 1995.

الجنيه الإسترليني في أضعف حالاته

فقد الجنيه الإسترليني المكاسب التي حققها في 6 أعوام خلال 8 شهور فقط، وذلك بعد أن تراجع إلى مستوى 1.5253 دولار الجمعة 24/10 وهو الأدنى له منذ أيلول/سبتمبر 2002.

لكن عمليات الشراء التي دفعت العملة البريطانية للارتفاع بمقدار 750 أنقذتها من فقدان 33 بالمئة من قيمتها لتفقد 22 بالمئة، حين أغلقت نهاية التداولات عند مستوى 1.59 بتراجع نسبته 22 بالمئة عن العام 2002 .

ويشار إلى أن الإسترليني احتاج 6 سنوات للإرتفاع بنسبة 33 بالمئة.

اليورو يواصل خسائره مقابل الدولار

خسر اليورو تاجه الذهبي الذي وضعه على رأس دول الإتحاد الأوروبي في تموز/يوليو الماضي، حين لامس مستوى 1.6037 دولار بعد أن هبط إلى مستوى 1.2497 دولار يوم الجمعة (24/10).

ولم يسبق لعملة الاتحاد الأوروبي أن لامست هذا المستوى منذ تموز/يوليو 2006، وبهذا يكون اليورو فقد 21 بالمئة من قيمته خلال ثلاثة أشهر فقط، علماً بأنه ظل يرتفع لسنتين وثلاثة أشهر حتى وصل هذه النسبة.

وأغلق اليورو تداولات الأسبوع عند مستوى 1.2619، فيما كان أعلى سعر له الجمعة، فقد بلغ 1.3004 فيما بلغ أدنى سعر له 1.2495 في اليوم ذاته.

الين الياباني يستعيد هيبته

بقي الين الياباني العملة الوحيدة التي تسجل المكاسب أمام الدولار، ليرتفع إلى أعلى مستوياته منذ 13 عاما.

ولامست العملة اليابانية مستوى 90.94 ين/دولار الجمعة (24/10)، وهو المستوى الذي لم تصبه منذ آب/أغسطس 1995. وكان يوم الجمعة (24/10) بمثابة حلبة سباق سريعة شهد الين خلالها انخفاضا بمقدار 700 نقطة، ثم عاود الارتفاع لأكثر من 300 نقطة في اليوم ذاته.

ويشار إلى أن الين كان عند مستوى 147 ين/دولار في آب/أغسطس في العام 1998، وهو أعلى مستوى له في السنوات الثلاث عشرة الماضية.

النفط دون 65 دولاراً للبرميل.

فقد النفط خلال العام الحالي 56 بالمئة من قيمته، بعد أن أغلق تداولات الأسبوع الماضي عند مستوى 64.95، مقارنة مع أعلى سعر له في التاريخ، عندما لامس سعر البرميل حاجز 147 دولاراً.

الذهب يقفز إلى 732 دولارا بعد انخفاض

شهدت أسعار الذهب تذبذبات حادة خلال تدالاوت الأسبوع الماضي، إذ ارتفع سعر الأونصة إلى 809 دولارات خلال التداولات، ثم انخفض إلى 680 يوم الجمعة، لكن إقبال المستثمرين على الشراء دفع الأونصة للإغلاق عند مستوى 732 دولاراً.

الدولار “سيد العملات” واليورو في تراجع
 
30-Oct-2008
 
العدد 49