العدد 49 - ثقافي
 

في مؤتمرها الدولي الثالث عشر «ثقافة الحب والكراهية»، تكرّس جامعة فيلادلفيا نهجاً ثقافياً، تكاد تنفرد فيه عن بقية الجامعات الأردنية الرسمية والأهلية، يتمثل في عقد مؤتمر دولي سنوياً وتوثيق أوراق المشاركين بكل مؤتمر في كتاب. فأضافت الجامعة للمكتبة العربية مراجع علمية حملت العناوين التالية: الذات والآخر، التفاعل الثقافي، تحليل الخطاب العربي، العولمة والهوية، الحداثة وما بعد الحداثة، الحرية والإبداع، العرب والغرب، الحوار مع الذات، استشراف المستقبل، ثقافة المقاومة، ثقافة الخوف، وثقافة الصورةa.

مطلع الأسبوع الجاري، استضافت «فيلادلفيا» زهاء 70 باحثاً يمثّلون 18 دولة عربية وأجنبية. شارك في المؤتمر 40 جامعة عربية وأجنبية، إضافة إلى مؤسسات ثقافية وإعلامية. وعلى مدى ثلاثة أيام نوقشت أوراق عمل تتعلق بقضايا ثقافة الحب والكراهية، ومفاهيم هذا المصطلح على اختلافه بين العلماء العرب القدامى والمحدثين، ولغة العنف وعنف اللغة ومقومات رفض الآخر وكراهيته، والحب الصوفي، والحب والكراهية بين النص الفلسفي والصوفي، إضافة إلى الحب الإلهي عند الصوفية.

المؤتمر تطرق إلى قضايا مفصلية في ثقافة الحب والكراهية، مثل بواعث الحب ووظائفها عند الصوفية، وطقوس الحب في الشعر الصوفي وصناعتها، ورمزية المرأة في الحب الصوفي، وعرض دراسة في شغف النفس لحافظ الشيرازي.

ما يميز هذه المؤتمرات، ليس فقط حضور باحثين لتقديم أحدث خلاصاتهم الفكرية والمعرفية، وإنما انخراط أساتذة الجامعة في الإعداد والمشاركة في تقديم أوراقهم العلمية، وهو ما ينسحب على طلبة الجامعة، إذ يتم مشاركة الأوائل والمتفوقين منهم في تقديم أبحاثهم العلمية ذات الصلة بموضوع المؤتمر، كما يجري حضور معظمهم لجلسات المؤتمر.

استطاع المؤتمر ربط الجامعة بفضائها الاجتماعي والمعرفي المحيط، لتتجاوز بذلك ما درجت عليه جامعات أخرى من البقاء جزراً معزولة تنحصر أهدافها في التدريس الذي لا يأخذ النشاطات اللامنهجية في الحسبان. لذلك شكّل هذا المؤتمر السنوي بيئة مناسبة للتفاعل مع المحيط، في رؤية تضع في أولوياتها قضايا وموضوعات تحتاجها المجتمعات العربية.

في السياق نفسه، تنطلق أهمية الموضوع الذي ناقشه المؤتمر في دورته الحالية، من أن "للحب والكراهية مداخل تربوية واجتماعية وأدبية وفنية واتصالية، تهيء لاستمرار ثقافة الحوار والتفاعل الثقافي والعلمي بين الباحثين من جهة، وبينهم وبين الجمهور وطلبة الجامعة من جهة ثانية"، بحسب رئيس جامعة فيلادلفيا، مروان كمال.

يوضح رئيس اللجنة المنظمة صالح أبو إصبع، أن المؤتمر يقوم على «رؤية واضحة لدور الجامعة الحضاري في تأسيس مشروع ثقافي يحفر في هموم الوطن العربي وواقعه، ويحرك الساكن فيه مستندين إلى البحث العلمي، والالتزام بحرية الحوار، والرأي وإطلاق طاقات الإبداع والتفاعل بين الباحثين مهما اختلفت رؤاهم الفكرية".

وكان لافتاً ما قاله «بنت هيل» من جامعة فرانكلين مارشال في الولايات المتحدة الأميركية، بأن «الفهم العام للحب يفشل في إعطاء معنى حقيقياً للعلاقة الحميمة بين الذات والآخر؛ لأن الفهم المتمحور هو حب الذات، والأنا لا يتمكن من تقديم تصور كامل ومقنع لهذه العلاقة الحميمة وكيفية تبلورها وانعكاسها فعلياً». وأكد هيل أن «الحب نوع من المشاعر المتميّزة النابعة من الالتزام مع الآخر ونمط عقلاني من المشاعر الذاتية المركزة العميقة».

آراء مختلفة ومتعددة حول الحب والكراهية تجد لها فسحة معرفية في أروقة جامعة فيلادلفيا، كما تجد مكاناً لائقاً بين دفتي الكتاب الذي ستكون الجامعة قد أعدّته للتوزيع في مؤتمرها المقبل.

باحثون من 40 جامعة في مؤتمر “ثقافة الحب والكراهية”
 
30-Oct-2008
 
العدد 49