العدد 49 - احتباس حراري
 

قالت دراسات علمية حديثة إن الأرض قد يتم إنقاذها من أخطار الاحتباس الحراري المحدقة عبر الأعاصير المدارية التي يمكن أن تسهم جزئيا في إبطاء هذه الظاهرة، بدفن كميات كبيرة من المزروعات والتربة المحتوية على الغازات المسببة للاحتباس في مياه البحر.

وأوضحت دراسة في تايوان لـ«نهر لي وو» أن الفيضانات الناتجة عن الإعصار «ميندول» في العام 2004 اكتسحت ما يقدَّر بنحو 0.05 بالمئة من الكربون المخزون في أوراق الأشجار وفروعها وجذورها، وفي التربة على جوانب التلال التي تمت دراستها في المحيط الهادي.

موقع «ميدل إيست أون لاين» قال إنه وفقاً للنتائج التي نُشرت في دورية «نيتشر جيوساينس»، يمكن أن يكون للأعاصير الاستوائية دور كبير في نقل غاز ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي إلى مخازن طويلة الأمد في أعماق المحيط.

وتمتص النباتات ثاني أكسيد الكربون، وهو غاز موجود في الطبيعة يسبب الاحتباس الحراري وينبعث أيضاً من احتراق الوقود الأحفوري، ويخزنه النبات في صورة عنصر الكربون. وعادة ما ينطلق الكربون إلى الجو خلال دورة حياة النبات.

وقال علماء في بريطانيا وتايوان إن ما يتراوح بين 50 و90 مليون طن من الكربون يُعتقد أنها تدخل إلى المحيطات من جزر غرب المحيط الهادي وحدها، وأثناء هبوب الأعاصير. وأضافوا أن هذه الآلية لن تقدم الكثير لإبطاء الاحتباس الحراري الذي يتسبب به البشر عن طريق حرق الوقود الأحفوري.

روبرت هيلتون، من جامعة كمبردج وأحد واضعي هذه الدراسة، قال لصحيفة «غارديان» البريطانية، إن الكمية الحالية من غاز ثاني أكسيد الكربون المتراكمة من المصادر التي يصنعها البشر تزيد بسرعة تتراوح بين 100 و1000 مرة عن هذا الكربون المدفون نتيجة للتفاعل بين الأعاصير وعوامل التعرية والغابات.

وأضاف أنه بالنسبة لدورة الكربون التي يرتكبها الإنسان، فإن هذا لن يسهم في إنقاذنا، لكن الكرة الأرضية لديها وسائل طبيعية للتعامل مع غاز ثاني أكسيد الكربون.

الأعاصير المدارية قد تنقذ الأرض
 
30-Oct-2008
 
العدد 49