العدد 49 - حتى باب الدار
 

نرجو أن لا يمتد الاضطراب في سوق الدجاج الى سوق البيض، وذلك سواء كنا من أنصار فكرة أن الدجاجة من البيضة أو العكس. ذلك أن الدجاج بصورة عامة، ومنذ زمن أخذ ينقسم إلى قسمين، واحد للبيض ويسمى الدجاج "البياض" وآخر للحم ويسمى الدجاج "اللاحم".

بحكم التعريف، فإن الدجاج اللاحم لا يبيض، وبالمقابل فإن لحم الدجاج البياض غير مستساغ، وفي بعض القرى والأماكن الفقيرة في المدن، تتجول بين زمن وآخر سيارات تبيع الدجاج بسعر رخيص لدرجة ملحوظة، وإذا دفعك ذلك إلى التساؤل، سيقال لك أن ما يباع هو "أمهات الدجاج"، وهي تلك الدجاجات التي باضت ما قدر لها أن تبيض، ثم توقفت عن البيض، فرأى أصحابها أن يبيعوها لمن لا يستطيعون تناول الدجاج اللاحم. حرصنا على أن يقتصر التدهور على الدجاج دون البيض، أي التأكيد على سلامة وضع البيض في المرحلة المقبلة هو أمر مهم على أكثر من صعيد.

يحظى البيض بعناية كبيرة، والآن إذا ذهبت الى أية بقالة، فإنك ستجد عدة أنواع ومسميات وأشكال وأحجام للبيض ،المعروض والمغلف والمحفوظ بطرق متنوعة، وبعض الشركات أعلنت أنها جعلت للبيضة هوية، ولكن أغلب الشركات الأخرى تبعتها في تحديد هوية أخرى لبيضها.

"يد واحدة تحمل البيضة ويدان لتعداد فوائدها".. هكذا كان يقول إعلان شهير لتسويق البيض في الثمانينيات، ولكن لم يقل أحد آنذاك إن كانت فوائد البيض الاجتماعية محسوبة ضمن تلك الفوائد العشر أم لا، وقد توقف ذلك الإعلان بعد أن أصبح أصحابه من أصحاب البيض الكبير.

البيض وحدة قياس لقيمة الفرد ومركزه الاجتماعي، وكلما كان البيض كبيراً كان ذلك دليلاً على علو مكانة صاحبه، مع ضرورة الالتفات الى خصوصية البيض البلدي ذي الحجم الصغير والسعر الأعلى، ولكن الغرابة أنك اليوم إذا رأيت "بيضات كبار"، فهي ليست بالضرورة "بلدية".

في “البيض”
 
30-Oct-2008
 
العدد 49