العدد 8 - أردني
 

يتفق مواطنون من فئات عمرية مختلفة أن العام 2007 الذي يطوي روزنامته شهد تغييرات جذرية في حياة زهاء مليون أسرة أردنية طحنتها نار الأسعار وقذفت العديد منها تحت خط الفقر.

كبار العمر غرقوا أكثر فأكثر في مستنقع الديون لتأمين احتياجات أسرهم، فيما ابتعد عن الشباب حلم بناء أسرة في ظل القفزات المتسارعة في الأسعار.

أبرز المتغيّرات في حياة الناس كانت في الجوانب الاقتصادية، على ما يرى أحمد خلف (25 عاماً). خلف، الذي يعمل حارس مدرسة براتب 120 ديناراً، يؤكد أنه لم يتمكن طوال العام الماضي من ادخار أي مبلغ يساعده على بدء حياة جديدة أو الزواج.

ويعتبر أن الغلاء الذي ضرب جوانب الحياة كان السبب وراء حالة “الطفر” التي يعانيها.

المتقاعد خالد جاد الله (رب أسرة من خمسة أفراد) يتفق مع أحمد في “نعيه” لـ 2007 معتبرا أنه “عاصف ولم يبق ولم يذر”.

تقرير دائرة الإحصاءات العامة الصادر في تشرين الثاني الماضي بين أن نسبة ارتفاع الأسعار هي 1,08 مقارنة مع تشرين الأول الذي سبقه. التقرير أرجع سبب الارتفاع إلى زيادة أسعار السلع وأهمها: الحبوب ومنتجاتها، الفواكه، الزيت، الدهون، البقول الجافة والمعلبة”.

علاء شوفان، يرى في “الارتفاع الجنوني للأسعار” أهم الأحداث التي ميّزت العام الماضي على المستوى المحلي، الأمر الذي “انعكس سلباً على الأوضاع الاقتصادية المتردية أصلاً، فيما لم يشهد العام على الصعيد السياسي أي تحسن على القوانين المرتبطة بالحريات العامة والديمقراطية”. على صعيده الشخصي، يقول شوفان إن الكثير من المشاريع التي كان يأمل في أن تتحقق في خلال العام تحطمت، أو لم يتم تحقيقها.

خالد شديفات ( طالب جامعي) يصف العام الماضي أنه “مؤلم”. وعلى الرغم من أنه ما يزال على مقاعد الدراسة، إلا أن تعرضه وأشقاؤه للتسمم في حادث تسمم منشية بني حسن في الصيف الماضي، كان دليلاً على تردي الأوضاع الخدمية والمعيشية والإهمال الذي يعانيه أبناء المناطق النائية.

“ فقدت شقيقي الأصغر نتيجة لحادث سير” أبرز حدث في عام رائد غصاب في العقد الثالث من العمر (صاحب بقالة)، معتبراً أن “ثقافة العام الماضي” فيما يختص بقيادة المركبات هي “الاستهتار وعدم وجود قوانين صارمة، وعادات اجتماعية بالية ساهمت في عدم ردع سائقين ينشرون الموت على الطرقات”. ويأمل أن يكون العام القادم أقل دموية على الطرقات.

خالد مقبول (مزارع) يصف العام الماضي بـ “عام إعدام الثروة الحيوانية” حيث اضطر إلى بيع أغنامه لعدم استطاعته مجارات غلاء الأعلاف، على الرغم من أنها المصدر الوحيد لدخله وأسرته.

انتقال مقبول من تربية الماشية إلى العمل كسائق حافلة يعتبره أبرز حدث خلال العام، “تحولت من مربي ماشية إلى أجير”.

وكان عام 2007 شهد قراراً حكومياً بوقف الدعم المقدم للأعلاف، ليرتفع من 90 ديناراً للطن الواحد الى 256 ديناراً للكمية نفسها. وفي أعقاب احتجاجات شعبية على القرار تراجعت الحكومة عن قرارها، وأقرت سعر الطن الواحد بـ 150 ديناراً.

الأرملة والأم لخمسة أبناء شناور يعقوب تؤكد أن “تكاليف المعيشة باتت لا تطاق”، مشيرة إلى أن ذلك أدى إلى تراكم الديون عليها في محاولة منها لتوفير حياة وتعليم أفضل لأبنائها، ما أدى إلى زيادة حرج حالتها المعيشية هي وكثير من الأسر المعوزة التي ترزح تحت خط الفقر.

منير طلال في العقد الثالث من العمر (ناشط اجتماعي) يعمل رئيس تجمع شبابي، يعتبر العام 2007 “غير مأسوف عليه”، لما يراه من “تجاوزات وإفرازات كانت غير منطقية ودون المستوى في الانتخابات التي لم تفرز طبقة سياسية تتبنى هموم وقضايا الشباب”.

ويتفق مجحم البركة (شاب في العقد الثاني) مع طلال في أن العام الحالي “لم يشهد اختراقات مهمة على المستوى السياسي، نتيجة لسيطرة رجال الأعمال على المشهد السياسي”.

تقرير المركز الوطني للحقوق الإنسان كان أشار إلى وجود تجاوزات في الانتخابات البلدية التي جرت في الصيف الماضي. وركز التقرير على حدوث خلل في الجوانب التنظيمية، إضافة إلى التدخلات الحكومية في مجريات العملية الانتخابية.

كما شهدت الانتخابات النيابية العديد من التجاوزات على ما يرى مراقبون. فقد ساهم التغاضي الحكومي عن نقل آلاف الأصوات، وشراء مرشحين لأصوات ناخبين، ما أدى إلى إفراز “برلمان يخلو من قوى وطنية وحزبيين”، بحسب مراقبين.

2007 عام انكماش المحافظ: انزلاق أسر جديدة تحت خط الفقر وتوقد نار الغلاء – منصور المعلا
 
03-Jan-2008
 
العدد 8