العدد 47 - اعلامي
 

السجل- خاص

تشهد اليوميات الأربع بالتوازي حركة تنقلات وإعادة ترتيب لبيتها الداخلي، بدأت مع تعيين "الغد" موسى برهومة رئيسا لتحرير الصحيفة، خلفا لجورج حواتمة.

التنقلات في "الغد" لم تقف عند برهومة، فقد تبعها قرار قضى بفصل الكاتب حمادة الفراعنة من الصحيفة على خلفية مقالته المنشورة بعنوان "مكانك سر". الفراعنة قال في تصريح لـ"ے": "إن أيد خفية كانت وراء رحيله"، رافضا إعطاء تفصيلات إضافية.

مقالة الفراعنة التي أدت بالصحيفة لاتخاذ قرار فصله نشرتها "الغد" يوم التاسع من الشهر الحالي، وتحدث كاتبها عن الحوارات التي تجري بين الحركة الإسلامية وحماس من جهة، ودائرة المخابرات العامة من جهة ثانية، مشككاً فيه بصدقية نوايا حماس.

الكاتب في الصحيفة نفسها محمد أبو رمان كتب مقالة يوم 12 من الشهر الحالي بعنوان "المتضررون من الحوار بين الدولة والإسلاميين" غمز فيه من قناة الفراعنة على اعتبار أن مقاله الأخير محاولة لـ"تجييش" الرأي العام ضد الحوار، وإيهام المراقبين أن لا جديد فيه.

الصحيفة عزت القرار إلى تشددها في المحافظة على الأعراف المهنية التي تقوم على "مبادئ التوثق من المعلومة والتأكد من مصادرها، وعدم ممارسة تفسيرات قسرية لخدمة أفكار وأجندات سياسية".

"الغد" نشرت في اليوم التالي لقرار فصل الفراعنة 14/10 في صفحتها الأخيرة (زاوية "زواريب") توضيحاً يُعتقّد أن رئيس التحرير موسى برهومة كتبه جاء فيه: "لم يكن القرار الذي اتخذته رئاسة التحرير في (الغد) بحق الزميل الكاتب الصحفي حمادة فراعنة فصلا تعسفيا كما تردد، بل كان توقيفا عن العمل والكتابة في الصحيفة. وجاء القرار في إطار ترتيبات جديدة وضعتها الصحيفة للتعامل مع الكتاب والمعلقين السياسيين بما يخدم رؤيتها الإعلامية ويعمق ثوابتها المهنية والوطنية".

يجيء هذا التوضيح في سياق الرد على ما تناقلته مواقع إلكترونية من كلمات على لسان الفراعنة حمّل فيها ناشرَ الصحيفة محمد عليان مسؤولية القرار، وقال فيها إن عليان خضع لضغط الإخوان المسلمين وحركة حماس لاتخاذ القرار.

الحراك داخل "الغد" متواصل. فالأنباء الراشحة منها تفيد بعودة الزميل فؤاد أبو حجلة من رحلة الاغتراب في محطة "روسيا اليوم" ليستلم موقع مدير التحرير التنفيذي فيها، فضلاً عن قرارات لاحقة تنبئ بتسلم مدير تحرير المحليات نور الدين الخمايسة موقع مدير التحرير العام، وهو الموقع نفسه الذي كان يشغله برهومة قبل إسناد رئاسة التحرير له.

حركة التنقلات لم تقف عند "الغد"، فقد اتخذت هيئة تحرير "الرأي" قرارات تم بموجبها إعادة توزيع القطاعات الصحفية على المندوبين، ونقل عمر العساف الذي كان يشغل موقع سكرتير تحرير المحليات إلى مركز الدراسات والأبحاث، وإيكال مهمة الإشراف على الدائرة الثقافية للزميل حسين نشوان، خلفا لسميحة خريس التي انتقلت لرئاسة تحرير مجلة "حاتم" الصادرة عن المؤسسة الصحفية الأردنية.

مصادر "الرأي" تقول إن التنقلات التي أعلن عن بعضها وبعضها الآخر ما زال طي الكتمان لم تقف عند هذا الحد، وإنما ستتضمن تعيين مدير تحرير المحليات خليل الشوبكي مساعدا لرئيس التحرير، وإيكال مهام إضافية لمساعد رئيس التحرير طارق المومني تتضمن الإشراف على بعض صفحات الصحيفة.

مناقلات "الرأي" الداخلية أثارت موجة احتجاج داخل الصحيفة من محررين رئيسيين فيها. فقد قدم محرر الشؤون البرلمانية راكان السعايدة الذي نقل ليصبح محررا لشؤون الأحزاب شكوى لنقابة الصحفيين التي يرأسها رئيس تحرير "الرأي" عبد الوهاب زغيلات، معتبرا أن القرار "كيدي"، وجاء على إثر موقفه المناوئ لزغيلات خلال انتخابات نقابة الصحفيين التي جرت قبل نحو ستة أشهر.

زغيلات اعتبر مناقلات "الرأي" شأنا داخليا بحتا، وضمن صلاحيات رئيس التحرير ومدراء التحرير في الصحيفة، رافضا وصفها بأية صفة أخرى، وقال إن هموم الانتخابات واصطفافاتها انتهت ساعة إعلان نتيجتها.

حركة الاحتجاج في الصحيفة نفسها امتدت، ليقوم بعد ذلك ستة صحفيين هم: عمر العساف، وراكان السعايدة، وعبد الكريم الوحش، وحسين دعسة، ويزيد كنعان، وزياد العدوان، بتوجيه إنذار عدلي لإدارة صحيفتهم.

إدارة الصحيفة تسلمت نسخة من الإنذار الذي سُجل لدى دائرة كاتب عدل عمّان، وتضمن مخاصمة المنذر إليهم وهم: شركة المؤسسة الصحفية الأردنية "الرأي" بصفتها الاعتبارية، ورئيس مجلس الإدارة فهد الفانك، والمدير العام للمؤسسة - المفوض بالتوقع - نادر الحوراني (بالصفة الوظيفية لكل منهما).

المنذرِون يطالبون الصحيفة بالتراجع عن توزيع الدرجات المتبعة في التأمين الصحي، ومساواة الصحفيين بعضهم ببعض، وجعل التأمين لما بعد التقاعد اختياريا.

يومية «العرب اليوم» طالتها تغييرات داخلية أيضاً، بيد أنها لم تكن موضع نقاش متصاعد داخل الصحيفة كما «الرأي»، إذ قرر مجلس تحرير الصحيفة دمج قسم المحافظات في الصحيفة بقسم المحليات، ونقل رئيس القسم أحمد النسور، محررا في قسم المحليات الذي يشرف عليه فهد الخيطان، كما قررت الصحيفة دمج قسم الفنون الذي كان يشرف عليه صالح أسعد بقسم الثقافة تحت إشراف هدا السرحان، ونقل الأول محرراً في قسم الثقافة.

المناقلات في اليوميات، تخللها استجابة ثلاث صحف هي: «الرأي»، و«العرب اليوم» و«الغد» و«الدستور» لنداء نقابة الصحفيين المتضمن صرف علاوة مهنة للصحفيين من أعضاء النقابة بمقدار 50 ديناراً.

«الرأي» كانت من أوائل المستجيبين، ورفعت علاوة المهنة من 40 ديناراً إلى 50 ديناراً، لحقتها «العرب اليوم» التي قررت صرف العلاوة كاملة، وهي التي لم تكن تصرفها سابقاً، وفي اليوم التالي أعلنت «الغد» عن قرار مماثل، وهي الأخرى لم تكن تصرف هذه العلاوة لموظفيها سابقاً. «الدستور» قررت أيضا رفع علاوة المهنة التي كانت تصرفها من 20 ديناراً إلى 50 ديناراً. الحراك داخل اليوميات ما زال مستمرا، وربما تنبئ الأيام المقبلة عن قرارت أخرى تتضمن مناقلات جديدة.

تغييرات في كوادر اليوميات: خريس رئيسة تحرير “حاتم” ووقف فراعنة عن العمل في “الغد” ومناقلات في “العرب اليوم”
 
16-Oct-2008
 
العدد 47