العدد 7 - حتى باب الدار
 

في آخر وجبة من المدعوين للامتحان التنافسي الذي يعقده عادة ديوان الخدمة المدنية لأصحاب طلبات التوظيف، كانت نسبة الاستنكاف عن الحضور أكثر من النصف، فقد تغيب 1701 من أصل 2813 من أصحاب الطلبات، وفي بعض التخصصات كان الاستنكاف كاملاً.

علينا بالطبع أن نضيف الى هذه النسبة نسبة أخرى من الناجحين في الامتحان ممن سوف يستنكفون عن الوظيفة التي «طلعت» لهم... (لاحظوا التسمية).

هذا يعني أن تقديم الطلب الى ديوان الخدمة أخذ عند الكثيرين صيغة أقرب الى «الطقس الوظيفي» يمارسه الشاب الأردني عند مرحلة معينة من حياته من خلال ما يعرف بـ«رمي الطلب» في الديوان ثم نسيانه!

هذا التوجه الجماهيري هو ما سيوفر للحكومة ميداناً رئيسياً من ميادين ممارسة الشكوى من المواطنين الذين يصرون على وظيفة الحكومة، وهي الشكوى المضادة التي اهتدت اليها الحكومات لكي ترد على شكاوى قلة الشغل.

كما ترون هناك تراجع في نسبة الحريصين على «القعدة وراء كرسي الوظيفة» أو على وجه الدقة هو تراجع في محتوى «القعدة وراء كرسي وظيفة الحكومة» بالذات، وذلك بعد أن أصبح العيش على «راتب الحكومة» يستحق التعاطف مع صاحبه والشفقة عليه.

مع الزمن ومع تنامي هذا الاتجاه سيقل عدد الذين «لحم أكتافهم من خير الدولة»، أو قل إن خير الدولة لم يعد كافياً لتوفير الحد الأدنى من لحم الأكتاف.

خيرك من لحم أكتافي! – أحمد ابو خليل
 
27-Dec-2007
 
العدد 7