العدد 45 - ثقافي
 

السّجل - خاص

جاء الموسم الرمضاني غنياً بالمسلسلات الأردنية كمّاً ونوعاً، بخاصة البدوية منها، من دون إثارة جدل حولها رغم تجسيد بعضها أحداثاً حقيقية، إلى أن نشر موقع «سرايا» الإلكتروني مطلع الأسبوع الجاري خبراً عما وصفه «لقطة إباحية» في مسلسل «عيون عليا» الذي يخرجه حسن أبو شعيرة ويُعرَض على شاشة MBC.

الخبر استنكر ظهور الممثلة السورية دانا جبر «عارية ما فوق الصدر»، و«الإيحاء بخلعها ثيابها بسقوط جميع ملابسها تحت أرجلها»، ورأى في ذلك «سقطة كبيرة، وإساءة لاسم البادية الأردنية». وأشار الخبر إلى «قضية جديدة» ستُرفع ضد المركز العربي، منتج العمل، بتهمة «الإساءة للبادية».

مخرج العمل حسن أبو شعيرة لفت إلى أن اعتراضاً كهذا على «عيون عليا» -مهما يكن مصدره وأسبابه- يمثل «تعدّياً على الرؤية الإخراجية» و«اعتداء على حرية التعبير الفني في حدود غير مقبولة وتنذر بالخطر»، فضلاً عن أنه يشير بحسب أبو شعيرة إلى «غياب الجانب الأخلاقي بتنطّع بعضهم للدفاع عن القبيلة، لا غيرةً عليها، بل لأسباب خاصة».

مدير النصوص وتطوير الأفكار في المركز العربي ياسر قبيلات، صرّح لـ«ے» إن ما يبعث على الارتياح في ما يتعلق بأعمال السيرة البدوية التي ينتجها المركز هو ذلك «المستوى العالي من الوعي والمسؤولية الذي اتسمت به ردود فعل أبناء العشائر والقبائل الأردنية، على تلك الأعمال التي تناولت شخصيات تخصهم».

وأوضح أن ممثلي القبائل والعشائر الأردنية من أصحاب العلاقة، كانوا يحرصون على الحفاوة بطواقم العمل في المسلسلات -بصرف النظر عن مستوى رضاهم عن مضامينها- وأنهم كانوا يبدون تفهماً كبيراً للضرورات الدرامية.

قبيلات أكد أن المشكلة الحقيقية «ليست مع القبائل أو العشائر أو أبنائها، بل مع أصحاب أغراض يتلفعون دون سابق إنذار بعباءة القبيلة والبادية، ليخوضوا بهما معركة خاصة»، كما يحدث مع مسلسل «عيون عليا». وأضاف: «امتناع المركز عن منح إعلان لوسيلة إعلامية كان سبباً كافياً لأحد الصحفيين لتنقلب بوصلته 180 درجة، وينتقل إلى هجوم مبتذل على المركز والمسلسل، بعد طول مديح وثناء».

مالك موقع «سرايا» الكاتب هاشم الخالدي، رفضَ في اتصال هاتفي لـ»ے» معه، التعليقَ على الموضوع، مكتفياً بالقول إنه سينتظر ما تسفر عنه القضية بعد أن ينظر فيها القضاء.

الخالدي كان عبّر في مقالة نشرها في صحيفة «الدستور» أخيراً، عن خيبة أمل المشاهدين العرب، والأردنيين تحديداً، للمشهد الذي أدّته الممثلة السورية دانا جبر. وقال إن هذا المشهد غير الواقعي وقع عليهم كالصدمة، وأضاف: «لا توجد فتاة في البادية الأردنية يمكن أن تخلع ملابسها فجأة وتستحم في شلال ماء متاح للجميع ويمكن أن يَرِدَهُ أي بدوي دون إحم أو دستور».

تمنى الخالدي أن يتنبه المنتج والمخرج لهذه «الهفوات» كي لا تصدم الجمهورَ المشاهد المتبقية من هذا المسلسل، «حرصاً على عدم تشويه البادية الأردنية وتصويرها أوكاراً للعشق والغرام والغدر».

يُذكر أن المشهد الدرامي المحلي اتسم تاريخياً بعدم تسجيل اعتراضات على مضامين المسلسلات فيه، ويمكن رد ذلك إلى تجنب الخوض في قضايا خلافية سياسية أو اجتماعية من جانب صناع الدراما أنفسهم الذين ذهبوا غالباً للتاريخ أو بيئات ذات طابع عربي مختلط، فبقي النقد الموجَّه للدراما الأردنية في الصحافة مبنياً ومقتصراً على معايير جمالية وفنية في الغالب.

وكان العام الماضي شهد احتجاجات على مسلسل «نمر بن عدوان» على خلفيات عشائرية، لكنها لم تشكل أزمة حقيقية وظاهرة للعيان، وساهم نجاح المسلسل عربياً وتحقيقه أرقام مشاهدة عالية في تشجيع إنتاج مزيد من المسلسلات البدوية.

“عيون عليا”: مشهدٌ يثير زوبعة
 
25-Sep-2008
 
العدد 45