السجل- خاص

قبل أيام، أوقف مدير عام مؤسسة الإذاعة والتلفزيون جرير مرقة، برنامج "دليل المستهلك" اليومي الذي كان يقدمه من التلفزيون الأردني، في الساعة الرابعة والنصف من كل يوم من أيام شهر رمضان، المذيع عبد الوهاب الطراونة، وأوكلت مهمة تقديم البرنامج لمذيع آخر.

مدير عام المؤسسة، عزا خطوته تلك لخروج الطراونة عن غاية البرنامج، رافضا القول بان ضغوطا مارسها تجار أدت لسحب البرنامج من مقدمه الأصلي، الطروانة ، بيد أن الأخير يرفض تبرير مرقة، ويستغرب تأخر المدير العام في اكتشاف خروج البرنامج عن نهجه بعد تقديم 22 حلقة منه.

القرار بوقف الطراونة عن تقديم برنامجه اتخذ بعد تصوير حلقة عن جولة ميدانية قام بها مسؤولون من مديرية صحة العاصمة كانت تسجلها كاميرا البرنامج. وخلال الجولة مر مسؤولو مديرية الصحة على مستودعات غذائية في منطقة ابو علندا، تعود ملكيتها لأحد المستوردين الكبار، ثم انتقلت كاميرا البرنامج لمستودع مجاور تعود ملكيته لمستورد آخر. كل ذلك والكاميرا لم تتوقف عن التصوير.

يقول الطراونة: "طلبنا إذنا من أمن المستودع للدخول، وبعد دقائق فوجئنا ببعض الأشخاص يهاجموننا وينتزعون الكاميرات منا، فقمنا بالاتصال بشرطة النجدة التي حضرت على الفور وأكملنا التصوير، لنجد أن المستودع يضم مواد منتهية الصلاحية".

ويواصل: "وبينما أنا عائد للتلفزيون، تلقيت اتصالا من المدير العام، جرير مرقة، يستفسر فيه عما حدث معنا، ويطلب مني أن أحضر إليه فور وصولي للإدارة. وإثر دخولي مكتب المدير العام، وجدت عنده صاحب الشركة التي دخلنا مستودعاتها للتصوير"، ويؤكد الطراونة أن الحوار كان هادئا، في البداية، ولكنه تحول حين بدأ المدير العام يعلن "أن بعض حلقات البرنامج خرجت عن أهدافها التي وضعت من أجلها، ويطلب مني مراعاة ذلك".

يقول الطراونة أنه أبلغ المدير العام رفضه التام لما قاله في شأن حلقات البرنامج، مؤكدا أن البرنامج لم يخرج عن خطه، فما كان من المدير العام، بحسب الطراونة، إلا أن طلب منه ترك البرنامج والتوقف عن تقديمه.

مؤسسة الإذاعة والتلفزيون أبلغت الطراونة لاحقا وقفه عن تقديم برنامج إذاعي آخر كان يقدمه بعنوان "ديرتنا"، وفق ما قال، مشيرا إلى أن قرار وقفه عن التقديم يستهدفه شخصيا، ولا علاقة له بتبرير مرقة، الذي يرد قراره إلى خروج برنامج "دليل المستهلك" عن نهجه الذي رسم لأجله.

يعتقد الطراونة ان قرار المدير العام جاء في إطار تصفية الحسابات الشخصية، واستجابة لضغوط مارسها تجار جاء البرنامج على ذكرهم في حلقته الثانية والعشرين.

المدير العام ينفي أن يكون القرار اتخذ لأسباب تتعلق بضغوط مارسها متنفذون على إدارة التلفزيون، احتجاجا على حلقة من حلقات البرنامج تعرضت لهم، بيد أنه يقترب من الاعتراف بذلك حين يقول إن البرنامج لم يوضع من أجل محاكمة الناس والتشهير بهم والتعرض لهم على الشاشة، وتقديم صورة سلبية عن الأردن وتجاره.

ويحاجج مرقة بأن الطراونة موظف في التلفزيون، ومن حق الإدارة سحب برنامج منه والإيعاز لآخر بتقديمه. لكن الطراونة يرد بالقول "أنا لست موظفا في التلفزيون، وإنما أعمل لديهم بالقطعة"، ويشرح "أوكلت لي مهمة تقديم برنامج "دليل المستهلك"، إضافة لبرنامج إذاعي آخر، وها هما قد سحبا مني".

يقول مرقه لـ"ے": إن هدف البرنامج الأساسي لم يكن البحث عن مشاكل وإظهارها على شاشة التلفزيون في صورة مباشرة، بل القيام بتعريف المواطن بطرق الاستهلاك وآلياته وسبل ترشيد الاستهلال ما أمكن، ولم يكن الهدف منه أخذ الكاميرا للأسواق وكشف عيب هنا أو مشكلة هناك، بيد أنه أقر بأن الحديث بينه وبين مقدم البرنامج الموقوف، عبد الوهاب الطراونة، كان في حضور التاجر الذي صورت مستودعاته.

برنامج "دليل المستهلك"، يخرجه عبد الكريم العمري، ويصور ميدانيا في الأسواق والمحلات التجارية والأسواق الشعبية والتجارية، والوقوف على الأسعار فيها.

عبد الوهاب الطراونة، يرفض توكيل مذيع آخر بتقديم البرنامج ويقول «أنا لست موظفا في التلفزيون، فالبرنامج من فكرتي وإعدادي وتقديمي» ويضيف أنه يقوم بهذه المهمة منذ أكثر من 20 عاما «حتى أصبح البرنامج ملكية فكرية لي، ولا يجوز لأحد الاعتداء عليها، وبخاصة أنني الآن خارج كادر التلفزيون». المدير العام يعتبر ان البرنامج ملكا لإدارة التلفزيون وهي التي توكل المهمة للمذيع الذي تريد لمتابعة تقديمه.