العدد 44 - حتى باب الدار
 

مع الاضطراب الحاصل في أسعار النفط ستضطرب مشاعر الأردنيين الذين يتابعون أخبار التنقيب عن النفط الأردني.

صحيح أن مصلحتنا الآن، بصفتنا مستوردين لنفط غيرنا، هي في المزيد من الانخفاض في السعر، لكن الوضع سيتغير في اللحظة التي يعلن فيها العثور على نفط وطني. حينها سوف نفرح مع كل ارتفاع في سعر النفط في السوق العالمي، وسيكون من سوء الطالع أن يشهد السعر انخفاضاً، وهو ما يحصل مثلا مع أسعار الفوسفات والبوتاس اللذين ارتفع سعرهما مما أدخل الفرح إلى النفوس الأردنية ذات العلاقة، التي لم تلتفت إلى أن هناك من يتضرر من هذا الارتفاع.

إسهاماً من كاتب هذه السطور في تخفيف التوتر النفطي الذي ساد في الفترة الأخيرة، يمكن المباشرة بإجراء تمرينات في التعاطي مع ارتفاع السعر باعتباره خير متوقع، وعدم الابتهاج بالانخفاضات الحاصلة كي نتجنب تشفي مستوردي نفطنا في المستقبل.

**

"السخافة" كسلطة خامسة

الذين أسسوا الفكرة التي تقول إن الصحافة هي السلطة الرابعة التي تضاف إلى السلطات الثلاث الأصلية: التنفيذية، والتشريعية، والقضائية، قصدوا بالصحافة مجمل الإعلام. لكن ذلك حدث قبل التطور والاتساع في عالم الإعلام والصحافة، لتشمل هذا الكم الهائل من الفضائيات والإذاعات ومواقع الإنترنت والصحف والمجلات.

يتعين الآن تطوير فكرة السلطة الرابعة تلك، فقد أصبح لدينا أكثر من صحافة بحسب مستواها، وانتشرت الشكوى من تدني مستوى العديد من المنابر الإعلامية في كل المجالات المقروءة والمسموعة والمرئية، وهو ما يجعلنا أمام احتمالين: إما أن نقوم بفصل سلطات داخل السلطة الرابعة نفسها، بحيث تتمايز المنابر عن بعضها، وإما أن نبقي على اعتبار الصحافة بمثابة السلطة الرابعة الحقيقية على أن نعتبر «السخافة» سلطة خامسة جديدة، ويكون الفصل بين السلطات شاملاً لجميع السلطات الخمس.

في تحديد المشاعر النفطية
 
18-Sep-2008
 
العدد 44