العدد 43 - اعلامي
 

كان الشهر الماضي مرهقاً بالنسبة للصحافة في فلسطين، حيث سجل المركز الفلسطيني للتنمية والحريات الإعلامية 22 انتهاكاً لحرية الصحافة في غضون تموز/ يوليو 2008 وحده.

مسؤول التنسيق في المركز الفلسطيني للتنمية والحريات الإعلامية موسى الريماوي، غير متفائل بتقدم الحريات الصحفية في فلسطين بسبب ما أسماه "العنف السياسي المتواصل الذي تعيشه الضفة الغربية وقطاع غزة»، وفق ما نقل عنه مركز الحريات الصحفية في الوطن العربي.

ترتيب فلسطين على مؤشر «مراسلون بلا حدود» السنوي لحرية الصحافة، تراجع بصورة واضحة منذ العام 2002، حيث كان ترتيبها في ذلك العام، 82، ثم انحدر إلى المركز 158 في مؤشر العام 2007. وبالنظر إلى المناخ السياسي في فلسطين في أثناء تلك الفترة، فقد شهد ذلك العام انحداراً مماثلاً.

تأسس المركز الفلسطيني للتنمية والحريات الإعلامية في أيار/مايو 2006 لتلبية الحاجة إلى تطوير الإعلام الفلسطيني ورفع المستوى المهني للصحفيين العاملين في المناطق الفلسطينية.

يردّ الريماوي تأسيس المركز لأسباب منها ازدياد انتهاكات حرية الإعلام، والصراع بين فتح وحماس الذي كان وقت ذاك في تصاعد يومي مستمر منذ فوز حماس بالانتخابات البرلمانية.

يعبر الريماوي عن تخوفه من أن لا تتمكن الصحافة في فلسطين من استرداد عافيتها في المستقبل القريب، ويقول: "نحن لسنا متفائلين، لأننا نعتقد أن الاحتلال والصراع بين فتح وحماس يشكلان السبب الرئيسي لانتهاكات حرية الصحافة، التي نعتقد أنها ستتناقص بصورة جذرية إذا اختفى أحد الطرفين، ولكن من الواضح أن هذا لن يحدث في المستقبل القريب".

حملات التحريض في الوسائل الإعلامية التابعة لكل من الطرفين (فتح وحماس) تصاعدت بشكل خطير حتى بلغت درجة عالية من القذف وتشويه السمعة، وبصورة خاصة في مواقع الأخبار الإلكترونية.

الحملات لم تقتصر على المواقع الإلكترونية، إذ وصلت إلى الصحف اليومية، مما يؤدي إلى انحدار مستوى الإعلام ككل، ويعجل بابتعاده عن المعايير المهنية، ويعمل على تفاقم أي مشكلة قائمة من قبل.

القراء الفلسطينيون محرومون من المعلومات الصحيحة من المصادر المحلية، الأمر الذي يؤدي إلى تضاؤل أعداد القراء والمستمعين والمشاهدين، الذين باتوا يلوذون بالإعلام العربي والأجنبي.

يعتقد الريماوي أن ما يزيد الطين بلة ذلك الاستقطاب المتواصل لأجهزة الإعلام، مشيراً إلى أن الأجهزة الإعلامية التي تنحاز إلى فتح أو المنتمية إلى السلطة الفلسطينية أصبحت ممنوعة من العمل في غزه والعكس صحيح.

يخشى الصحفيون تغطية الأحداث الداخلية في العديد من الأحوال، خوفاً من إغضاب أي من الطرفين. وأدى هذا إلى انتشار الرقابة الذاتية بين الصحفيين ورؤساء التحرير في المرافق الإعلامية.

العام الجاري الأسوأ على الإعلام الفلسطيني
 
11-Sep-2008
 
العدد 43