العدد 43 - استهلاكي
 

هدأت «زوبعة» الشراء التي سيطرت على أسواق المملكة قبيل شهر رمضان. وفيما رأى مسؤولون أن ما يسود السوق في الأسبوع الثاني من رمضان يمثل «استقراراً»، قال بائعون إن عادات الناس في الشراء تغيرت نحو الاقتصاد أو حتى التقشف.

ويرى بائعون وعاملون في قطاع المواد الغذائية بالتجزئة أن مبيعاتهم تقلصت بشكل كبير مقارنة بشهر رمضان الماضي، حيث بدأ عديد من المواطنين بالتقليل من الكميات التي يشترونها.

خليل البكار، صاحب بقالة، قال إن رمضان عادة ما يكون شهراً «نشطاً» بالكامل تأخذ فيه المبيعات اتجاهاً تصاعدياً مستمراً إلى العيد الذي يركز فيه الناس على شراء الشوكولاته والحلويات والمكسرات.

واتخذت مشتريات الناس منحى التقنين، حيث يقومون بشراء عبوات أقل من المواد الاستهلاكية الرئيسية، كالأرز والسكر والحبوب والزيوت.

وقال بكار: «كان الإقبال متركزاً مثلاً على عبوة 5 كيلو أرز أو سكر، ولترين من زيت الذرة، لكن التوجه الآن أصبح نحو عبوة 2 أو 1 كيلو أرز أو سكر، ولتر ونصف لتر من الزيت».

واتفقت إحدى المشتريات مع بكار، وأكدت حرصها على «تجنب هدر ولا حتى نقطة زيت أو حبة أرز» أثناء الطبخ. وهي ترى أن الغلاء الذي اجتاح سوق المواد الغذائية ليس سوى «عقاب على الإسراف» الذي كان صفة ملازمة لشهر رمضان.

نقيب تجار المواد الغذائية خليل الحاج توفيق، قال إن مبيعات التجار تقلصت بنحو 40 بالمئة. رادّاً ذلك إلى «ارتفاع أسعار معظم المواد الاستهلاكية، وتوقف الناس عن البذخ الذي كان يشوب استهلاكهم في رمضان».

وأضاف النقيب: «نحن غير متفائلين هذا العام، لأن المواطن لديه العديد من المسؤوليات، فيما ظل دخله ثابتاً دون زيادة».

الأسواق تعيش حالة من التوتر سببها ارتفاع أسعار اللحوم التي أرجعها خليل الحاج توفيق إلى قلة العرض، مؤكداً أن أسعار اللحوم المستوردة بدأت بالانحسار. وأوضح قائلاً: «مثلاً خروف دبي انخفض سعره بين 25 قرشاً ونصف دينار، لاستيراد كميات كبيرة من اللحوم، ووصول الشحنات التي كانت عالقة في زحمة الموانئ».

أسعار الخروف البلدي لم تشهد أي انخفاض، ويُرجع لحّامون ذلك إلى احتكار شركة بعينها لمبيعات اللحوم البلدية وتخزينها قبيل رمضان، ومن ثم طرحها في السوق وبكميات لا تفي بالطلب، ما أدى إلى ارتفاع الأسعار.

يبلغ سعر بيع كيلو الخروف البلدي نحو سبعة دنانير ونصف الدينار في المسلخ، فيما يباع في السوق المحلي بسعر يتراوح بين 9,5 و10 دنانير. أما كيلو العجل البلدي فيبلغ سعره 4,75 دينار أرض المسلخ، فيما يباع بحوالي ثمانية دنانير في الملاحم.

وحسب نشرة يصدرها مراقبو وزارة الصناعة والتجارة داخل مسلخ عمّان، راوح سعر كيلو الخروف المستورد منشأ أسترالي بين 4,75 و5 دنانير، وخروف دبي الذي يشحن بوساطة الطائرات 5 دنانير، بينما بلغ سعر كيلو العجل الطازج المبرد "فاكيوم" منشأ صيني 4,75 دينار، والهندي 4,25 دينار.

وعزا إبراهيم أصلان، تاجر في مسلخ، في تصريحات لوكالة الأنباء الأردنية (بترا) ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء خلال شهر رمضان إلى «الجشع، واستغلال ظروف المواطنين من قبل بعض التجار».

فيما رأى جهاد السراحين، صاحب ملحمة في الزرقاء، وعدد من زملائه، أن تعدد حلقات البيع والوسطاء، هو السبب الأساسي لارتفاع الأسعار، مؤكدين أن ذلك أدى إلى خسائر مادية لهم، إضافة إلى قلة العرض من الأصناف البلدية، داعين إلى وقف ذبح أمهات الأغنام حفاظاً على الثروة الحيوانية.

المستورد محمد العقاد أكد وجود أصناف وبدائل كثيرة أمام المواطنين من اللحوم، حيث يصل المملكة يومياً أربع طائرات بالمعدل محملة بالخروف الأسترالي. هذا في الوقت الذي دعا فيه رئيس قسم مسلخ المواشي في أمانة عمّان أحمد أبو العينين إلى البحث عن أسواق جديدة لاستيراد اللحوم، بخاصة الأسواق الإفريقية والسوق الروسي، لكسر حلقات الاحتكار القائمة حالياً..

البحث عن أسواق بديلة لاستيراد اللحوم
 
11-Sep-2008
 
العدد 43