العدد 42 - أردني
 

السّجل - خاص

شرطة سير ينظمون حركة السيارات التي شغلت الحيز المحيط بالمسجد، لجنة شكلها المسجد لتنظيم اصطفاف السيارات في الكراجات الكبيرة، أعداد هائلة من السيارات تتسبب في ازدحام خانق. هذا هو الحال في بعض مساجد عمان، التي تستقبل عند صلاة التراويح في شهر رمضان، أعداداً كبيرة من المصلين، وتعمل على بناء توسعات وإضافة أماكن جديدة للصلاة في كل عام.

أشهر هذه المساجد، مسجد الكالوتي في منطقة الرابية، والذي تتسع كراجاته لأكثر من 250 سيارة، وتمتلىء بعد أقل من ربع ساعة من بداية صلاة التروايح، فيعمد كثيرون للاصطفاف في الشوارع القريبة من المسجد لكي يتسنى لهم الصلاة وراء الإمام الذي وصلت شهرته أقاصي عمان.

ومن المساجد التي تشهد ازدحاما شديدا في صلاة التراويح، مسجد الروضة المباركة في خلدا، فمع حلول موعد صلاة التراويح، تتكدس السيارات في كراجات المسجد وفي الشوارع المجاورة وفي أماكن بعيدة عن المسجد، لعدم وجود أماكن قريبة.

ويلاحظ أن كثيرا من الناس يأتون بسياراتهم من أماكن بعيدة في عمان في ما يشبه "الرحلة" إلى هذه المساجد تحديدا، رغم مرورهم على مساجد أخرى لا يؤم المصلين فيها أئمة من "النجوم". والنتيجة أن بعض المساجد تترك شبه فارغة من المصلين فيما تزدحم أخرى بهم، فأهل الحارة غادروا للصلاة في مسجد آخر "يتمتع إمامه بشهرة أوسع"، والصلاة وراءه "غير". ولا يبالي هؤلاء بما يقال لهم في العادة من أن الحكمة تقتضي أن يصلي المرء في المسجد القريب من بيته، فالعبادة هي نفسها هنا وهناك.

عند إقامة الولائم العائلية، التي تكثر في رمضان، كثيرا ما يتجمع أفراد العائلة الكبيرة في بيت الأب أو الأخ الأكبر، وقبيل حلول موعد صلات التراويح، يخرج معظم الموجودين إلى المسجد لأداء صلاة التراويح، وكأنهم في موكب أفراح يضم الرجال والنساء والشبان والفتيات، وأحيانا الأطفال، ما يزيد من شدة الازدحام عند مدخل المسجد المكتظ أصلا.

اللافت أن هذه المساجد نفسها لا تشهد هذا الإقبال طوال العام، رغم أن الإمام هو نفسه الذي يؤم المؤمنين في الصلاة طوال شهور السنة السابقة واللاحقة، لكن يبدو أن صلاة التراويح تحولت من عبادة إلى عادة رمضانية.

التراويح: من عبادة إلى “عادة”
 
04-Sep-2008
 
العدد 42