العدد 42 - ثقافي
 

سقوط دولة الرجل

المؤلف: محمد جبريل

الناشر: دار البستاني للنشر والتوزيع

يؤرخ جبريل لسقوط دولة الرجل بموقف صغير، ذي دلالة رمزية، من ثلاثية نجيب محفوظ، في أواخر ثلاثينيات القرن الماضي: نزول أمينة من وراء المشربية إلى الطريق تزور حبيبها الحسين وابنتيها والقرافة، وتشتري احتياجات البيت؛ في حين يجلس أحمد عبد الجواد –ذلك المستبد القديم– في الموضع نفسه وراء المشربية، يكتفي بمتابعة حركة الطريق، وينتظر أوبة زوجته. هكذا تنعكس الأوضاع، ويتبادل طرفا المعادلة الأدوار، بما يحمله ذلك من دلالات حضارية ونفسية وسوسيولوجية على الصعيد الفردي والصعيد المجتمعي بدرجة متساوية.

هذا الحدث يعده الكاتب منطلقاً لشواهد عديدة في القصة والرواية عن سقوط دولة الرجل على طريق تحرر المرأة وربما قيام دولتها.

**

اعترافات نسائية، أسرار من العيادة النفسية

المؤلف: مريم مكرم.

الناشر: دار أخبار اليوم، القاهرة.

سنة النشر: 2008

تقول المؤلفة إنها ليست طبيبة متخصصة، لكنها تهتم بهموم المرأة النفسية، وتجذبها تلك الهموم دوماً للقراءة والكتابة عنها، لذا ركزت جهدها على التحليل النفسي العميق لما تعانيه المرأة من هموم، عبر حوارات ودراسات مع أساتذة علم النفس والاجتماع.

ينقسم الكتاب لجزأين، الأول تحت عنوان «الحب»، والآخر «الخيانة». وقدم له الإعلامي مفيد فوزي قائلاً إنه –أي فوزي- من جيل جدول الضرب والمنفلوطي، لذلك تروق له الإنسانيات، تلك التي داسها برأيه الموبايل والإنترنت، فالجيل الذي ينتمي له فوزي كان يشعر بالارتباك عندما يفصح عن حبه لفتاة، لكن في زمن التكنولوجيا أصبح من السهل الإفصاح عن المشاعر عبر ثوان قليلة برسالة موبايل، وصار من المضحك أن يردد أحدهم كلمات الأغنية الشهيرة «خايف أقول اللي في قلبي».

من الكتاب نقرأ: «الحب مشاعر غالية وقيمة في حياة الإنسان، وكثيراً ما حكي لنا إبان الطفولة أن كل إنسان في دنيانا يولد وقلبه مشطور كنصف التفاحة، لذلك عليه أثناء رحلته الحياتية أن يبحث عن نصف تفاحته الأخرى وسط الزحام، وتظهر بدايات البحث في فترة المراهقة والشباب، فالفتاة المراهقة تحلم بفارس أحلامها الذي سوف يأتي ليخطفها على حصانه الأبيض.. كذلك الشاب في تلك المرحلة، يبحث وينتظر الفتاة التي تقدم له الحب والاحتواء جاذبة إياه بسحرها الذي لا تملكه بقية النساء».

تضيف المؤلفة: «هناك أشخاص ما إن نراهم وتقع عيوننا عليهم حتى نشعر بتيار كهربائي يسري في داخلنا، ونبدأ في الشعور بالألفة تجاههم، وكأننا على معرفة وثيقة بهم؛ في حين أنها ربما المرة الأولى التي نراهم فيها، هذا الشعور القوي بالحب ما هو إلا انجذاب كيميائي غامض، وربما يحدث هذا التلاقي في وقت مبكر من العمر، أو في خريفه، أو حتى بعد زواج روتيني».

وتتابع: «الخبراء في مجال علم النفس يؤكدون أن الحب هو اهتمام بالآخر، وشعور بالاحتياج، ويرتبط حدوث الحب بمرحلتين، الأولى الإعجاب، والثانية نمو هذا الإعجاب بالعاطفة والتعامل ليتحول إلى حب».

تقسم مكرم أنواع الحب إلى: الافتتان، أي الحب من النظرة الأولى، وتتحكم في حدوثه العواطف فقط دون تقارب، وفي بعض الأحيان ينتهي فجأة كما ظهر؛ والحب الرومانسي، وهو اندماج العاطفة مع الألفة بشكل قوي كما يحدث في الإعجاب بالإضافة للارتباط الجسدي القوي الذي يظهر أثناء الرغبة الجنسية بين طرفي الحب؛ الحب الرفاقي المعتمد على الألفة والاحترام، ويظهر بعد مرور سنوات طويلة على الزواج، إذ لا تكون هناك عواطف بالشكل المتعارف عليه، ويتحول الأمر على تعلق قوي بالآخر كما يحدث بين الأصدقاء؛ الحب الاحتوائي، وهو أكثر أنواع الحب مثالية واكتمالاً، وكثيرون يسعون لتحقيقه، لكن عدداً قليلاً منهم يصل له.

كتب
 
04-Sep-2008
 
العدد 42