العدد 42 - احتباس حراري
 

كشف تقرير صدر أخيراً أن السيارات التي بيعت في أوروبا العام الماضي ساهمت في تخفيض انبعاثات الكربون بنسبة ضئيلة، فيما يحاول مصنعو السيارات تخفيض انبعاثات الكربون بنسبة تصل إلى 1.7 بالمئة.

مجموعة الحملة الخضراء للمواصلات والبيئة، تتبّعت التطورَ الذي وصلت له كبرى مصانع السيارات في أوروبا على مستوى تخفيض انبعاثات الكربون، ورحّبت بانخفاض نسبة استهلاك الوقود نحو 0.7 بالمئة، لكنها حذرت من أن هذه الأرقام ما زالت بعيدة عن المسار الذي يحدّ من ظاهرة التغير المناخي.

جاء ذلك في تقرير صدر للمجموعة أواخر آب/أغسطس الفائت، يؤكد أن عدم المضي قدماً في تطوير سيارات صديقة للبيئة سببه عدم التوصل إلى طريقة لتخفيض وزن السيارات. وبحسب التقرير: «السيارات في العام 2007 أصبحت أثقل بمقدار 10 كغم، وسياراتٌ أثقل تعني صرفاً أكثر للوقود».

كانت سيارات «بي إم دبليو» في رأس قائمة المصانع التي أظهرت تحسناً لجهة التقليل في صرف الوقود، فقد تمكنت السيارات المباعة من هذه الشركة الألمانية في العام 2007 أن تستهلك وقوداً أقل بنسبة 7.3 بالمئة مقارنةً بسيارات العام 2006.

يقول جوز دينغز، مدير مجموعة الحملة الخضراء: «مع خطر التشريعات المحدقة، أثبتت (بي إم دبليو) أنه حتى مصانع السيارات الكبرى يمكنها أن تساهم بشكل حقيقي في تقليل نسبة ثاني أكسيد الكربون في الجو».

ويضيف: «البطء الذي أظهرته مصانع السيارات في الاستجابة لمطلب تقليل استهلاك الوقود، يثبت أن على الاتحاد الأوروبي استمرار الضغط لتحقيق الهدف بعيد المدى في تقليل انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون».

واعتبر التقرير أن برنامج الدينامكية الفعالة في شركة «بي إم دبليو»، برنامج ناجح، لأنه يبيّن قدرة الشركة هندسياً على تقليل الانبعاثات، ولتمكّنه من تعريف مجموعة من القياسات الخاصة بتوفير الوقود يمكن تطبيقها على موديلات سيارات «بي إم دبليو» المختلفة.

السيارات الألمانية تكسب

ووفقاً للتقرير، بدأت شركات السيارات الألمانية تكسب بالفعل، أكثر من منافسيها الفرنسيين والإيطاليين، الذين ينتجون سيارات أخفّ وأكثر فاعلية.

هذا التغيير في الصناعة الألمانية بات حقيقة محسوسة، إذ يبين التقرير أن نسبة انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون من السيارات الألمانية في العام 2006 قلّت عن المتوقَّع. وجاء في المركزين الثاني والثالث سيارات «هيونداي» و»ديملر»، إذ انخفضت نسبة انبعاثات الغاز فيهما بمعدل 3.9 بالمئة و3.5 بالمئة على التوالي.

لكن التخفيض الذي حققته سيارات «ديملر» يبدو غير دقيق تماماً، إذ كان التطور الذي ابتدعته الشركة التي تبيع سيارات الكرايسلر الثقيلة المستهلكة للوقود، هو الاكتفاء بمنتج واحد بدلاً من تطوير فاعلية سيارتها الأصلية في توفير الوقود.

وينتقد التقرير «رينو» و«بيجو»، لتخفيض الانبعاثات بنسبة أقل من 1 بالمئة فقط. وكان أداء الشركات الأميركية، كـ«فورد» و«جنرال موتورز»، مشابهاً لأداء نظيرتها الفرنسية؛ أما الشركات اليابانية فكانت أقلّ استجابة لمطلب تقليل استهلاك الوقود. واحتلت سيارة «فيات» الإيطالية المركز الخامس.

وتفاجأ معدّو التقرير من أن آخر 3 سيارات في القائمة، هي السيارات اليابانية («سوزوكي»، «مازدا»، و«نيسان») اللواتي لم يتمكّنّ من سدّ الفجوة بكفاءة في العام 2007، و«عليهنّ أن يزدن من الجهود في هذا الصدد»، بحسب التقرير.

العرض القانوني

نشرت المفوضية الأوروبية في كانون الأول 2007 عرضاً قانونياً لتنظيم فعالية الوقود في المركبات. يتضمن العرض منع المصانع من زيادة وزن السيارات أكثر، بما يحقق تخفيضاً معدله 130 غراماً من ثاني أكسيد الكربون لكل كيلومتر واحد بحلول العام 2012. هذا العرض ينتظر موافقة البرلمان الأوروبي قبل إقراره بشكله النهائي، وهي عملية يُتوقع أن تنتهي في مطلع العام 2009. ويُتوقع أن تصوت لجنة البيئة في البرلمان على قانون «سيارات CO2» في 8 أيلول/سبتمبر الجاري.

بدورها، تنتظر مجموعة الحملة الخضراء للمواصلات والبيئة، تنفيذ التخفيض بما معدله 130 غراماً من ثاني أكسيد الكربون في الكيلومتر الواحد بحلول العام 2012، بالتزامن مع تحقيق الهدف الأوروبي الرسمي الذي طرحته وزيرة البيئة الألمانية إنجيلا ميركيل، في العام 1994، وهو الهدف الذي كان من المفترض تحققه في العام 2005، لكن ذلك تأجل ثلاث مرات في الأعوام 1996 و1997 و2007.

السيارات الألمانية تقود حلْف تخفيض الكربون
 
04-Sep-2008
 
العدد 42