العدد 42 - حتى باب الدار
 

في زمن مضى، عندما كان التهريب ممارسة يومية في الرمثا، حدث أن أحد المواطنين الظرفاء هناك تناول عشاءه وخرج من منزله، وكان الطريق الذي سلكه صعوداً حاداً، فكان يستعين على صعوبة المشي بالإكثار من اللهاث.

وبينما هو على هذه الحال، فاجأه رجلا أمن وقد هجما عليه كل من جانب، وراحا يسحبانه نحو مخفر الشرطة وقد اتهماه بأنه قد عاد لتوه من جولة تهريب، فأنكر ذلك بشدة وطلب دليلاً على ادعائهما، فقالا له، إن الدليل هو أنه قد ألقي عليه القبض وهو يلهث، فإذا لم يكن هارباً من الملاحقة فلماذا يلهث!.

في اليوم التالي تم عرضه على القاضي الذي بادره بالسؤال عن قضيته، فأجاب على الفور أن تهمته هي ممارسة اللهاث، وطلب الصفح لأنه لم يكن يعلم أن اللهاث ممنوع، وبالنتيجة أخلي سبيله بالكفالة، فخرج قاصداً كل معارفه وجيرانه ثم أخذ يطوف البلدة محذراً الناس من خطورة ممارسة اللهاث.

اللهاث كان أمراً مقتصراً على الأفراد يلجأون اليه للتخفيف من تعب أجسادهم، ومن ذلك ما حصل أيضاً مع أحد الرجال المسنين الذي ذهب لزيارة أحفاده وقد حمل إليهم كيساً من السكر ، ولما وصل كان التعب قد نال منه، وكان يلهث بشدة فيما الأحفاد انهالوا عليه بالأسئلة والمطالب، فقال لهم راجياً: يا أولاد انتظروا قليلاً فالنفس الذي سأتكلم به يلزمني كي الهث به.

اليوم تغير مستوى اللهاث ولم يعد ممارسة فردية، وصار يمارس على المستوى القومي العام وصارت الدول والأنظمة تلهث، ولكن مع فارق بسيط هو ان لهاثها يكون من دون تعب.

**

باشمهندس قد الدنيا

أقرت نقابة المهندسين تصنيفاً جديدا للألقاب الخاصة بمنتسبيها بحيث يتسلسل المهندسون الى ثلاث مراتب هي: مهندس، وخبير ممارس، واستشاري، وستعقد امتحانات خاصة لنيل هذه الدرجات، وقد أوضحت النقابة أن الأمر نوقش وأقر على مستوى قومي في اتحاد المهندسين العرب.

تأتي الخطوة استجابة للتغيرات التي حصلت على لقب «مهندس» الذي مر عليه زمن كان فيه كافياً للدلالة على رفعة شان صاحبه، ولم يكن يدانيه في المكانة سوى لقب دكتور، وقد بلغ الأمر أن أشقاء نا المصريين ظلوا يتحدثون عن «باشمهندس» وأحياناً أضافوا الى ذلك المزيد من اشارات العلو وقالوا: «باشمهندس قد الدنيا».

اللقب تعرض للكثير من التراجع ،لدرجة أن كثيراً من «الصنايعية» صاروا يقدمون أنفسهم على أن الواحد منهم «أحسن من مهندس» وأحياناً «أحسن من ستين مهندس».

اللهاث .. دولياً
 
04-Sep-2008
 
العدد 42