العدد 42 - حتى باب الدار
 

«يا منيل» هي شتيمة يستخدمها أشقاؤنا المصريون وقد تعرفنا إليها من خلال المسلسلات بصورة أساسية، ومنها استخدامهم للدعوة التي يطلقونها ضد الخصوم بصيغة «جاءتك نيلة» وتلفظ بالعامية «جَتَك نيلة».

يوجد أصل أردني لهذه الكلمة..

«المنيل» (بفتح الياء وتشديدها)، عند البدو الأردنيين تعني الجبان الذي هرب من المعركة. وأصل الكلمة هنا من «النيلة»، وهي تلك الصبغة التي تستخدم لتغيير لون البياضات والملاحف، وتباع على شكل مكعبات صغيرة «نيلية اللون» تصنع في بريطانيا حصرياً وما زالت لليوم تحتفظ بشكلها الكلاسيكي ويسمى الواحد منها «زِرْ نيلة».

المنيلون عند البدو هم من جرى «تنييلهم» كعقوبة لهم على الفرار من المعركة، و«التنييل» يتم عن طريق إحضار الشخص المعني إلى الخيمة وسط الرجال، ثم تدخل إلى المجلس فتاة حسناء بيدها كأس مملوءة بمحلول النيلة، وتلقي به على وجه الهارب أو «الشارد» كما يقولون، فيصبح «منيلاً» ثم يكمل الرجال باقي الطقس فيخلعون عن «المنيل» ملابس الرجال ويلقون عليه ملابس النساء.

لا يمحو هذا العار عن «المنيل» إلا بأن يخوض حرباً جديدة ويبلي فيها بلاء حسناً، ويقال إن الخصوم في المعارك يحاولون الهرب أمام «المنيلين» لأنهم يبدون بسالة وشجاعة استثنائيتين.

من المؤسف أن تقليد «التنييل» قد توقف رغم أن دواعيه قد ازدادت.

ملاحظة: مرجع كلمة «منيل» هو كتاب بولس نعمان «خمسة أعوام في شرق الأردن».

“المنيلون” الجدد
 
04-Sep-2008
 
العدد 42