العدد 42 - رزنامه
 

السّجل – خاص

في معرضها المقام على غاليري رؤى للفنون، تستوحي الفنانة نوال العبد الله المنظرَ الطبيعي وتعالجه بأسلوب تجريدي وبنائية لونية تطغى عليها الألون الترابية والأبيض والأزرق والأسود، والتي تتوزع ضمن مساحات محددة شبه هندسية.

تشتغل الفنانة على التداخلات بين الألوان، إضافةً للتمازجات بين درجات اللون الواحد، بما يمنح المشاهد إحساساً ثرياً بالحركة وشعوراً قوياً بالطاقة والانفعال القادمين من غنائية اللون والضربات العريضة للفرشاة.

تُبرز لوحات المعرض قدرة الفنانة على تنظيم علاقة مترابطة بين الخط واللون والكتلة لوصف التضاريس الجغرافية لطبيعة ما، دافعةً المتلقي للتأمُّل والتفكُّر في ما وراء السطح؛ حيث تنثال الأفكار والرؤى الإنسانية الحالمة من وحي المشهد.

تلتظم مجاميع اللوحات، كل مجموعة في فضاءٍ واحد، وكأنما هي سلسلة تتوالد حلقاتُها بعضُها من بعض. ويبدو الأمر وكأن لوحة جديدة تخرج من رحم بيئة لونية للوحة قديمة، أو كأنما لوحة قديمة تحمل رؤى وأبعاداً تظهر في لوحة لاحقة أكثر وضوحاً أو خفوتاً. وربما تتجاور لوحتان، إحداهما قد تتطور عن الأخرى أو تُكملها.

تؤشر هذه البنية العميقة على حقيقة تكوُّن الطبيعة التي تقوم العلمياتُ الحيوية فيها على مبدأَي الهدم والبناء. وبذا تستحيلُ النظرةُ للوحات العبد الله من مجرد نظرة متعجّلة لمشهد طبيعي، إلى قراءة متأنية وعميقة لدورة الحياة في الطبيعة، ما يمنح أعمال الفنانة بعداً روحياً وفلسفياً ووجودياً.

إلى ذلك، تتميز الأعمال الأربعون المعروضة، بخطوط لونية أفقية لا عامودية، وكأنما هي مجتزأة من مقطعٍ لسماء أو صحراء غير محددتَي المعالم، يحدس المشاهد بهما مستعيناً بإحساسه وخبرته الذهنية.

نُفذت اللوحات متنوعة الأحجام والمساحات، باستخدام تقنيات عدة، منها: الزيت، الأحماض، الأصباغ، الأكريليك، إضافة للغواش على القماش، وهو الخامة الأثيرة لدى الفنانة لما يمتلكه من خاصية سرعة الجفاف التي تمكّنها من ملاحقة وتسجيل ما يدور في الذهن من خيالات ورؤى.

وُلدت العبد الله في الأردن العام 1951، درست التشكيل في جامعة فلورنسا للفنون الجميلة بإيطاليا (1974 – 1979). وهي عضو في ملتقى النساء العالمي (iwf)، وناشطة في منتدى الثقافة والسلام للمبدعات النساء في حوض المتوسط (FAM). أقامت معارض شخصية لأعمالها في عدد من الدول العربية والغربية.

لوحات نوال العبد الله..غنائية اللون
 
04-Sep-2008
 
العدد 42