العدد 41 - رزنامه
 

السّجل – خاص

يقوم فيلم «الهوية» للمخرج غسان شميط، على فكرة التقمّص، بإقدام شاب (يؤدي الدور: قيس شيخ نجيب) على الانتحار، ليموت ومن ثم يعود للحياة مرة أخرى ابناً لعائلة أخرى. من هنا يبدأ عمل الذاكرة المركّبة التي اختزنت أحداثاً قديمة، فيما يعيش صاحبها أحداثاً جديدة. يبرز حضور تلك الذاكرة عندما يُذكَر اسم شخصٍ ما عرفه الشاب في حياته الأولى، فتعود به ذاكرته إلى الزمن الذي انتمى له قبل انتحاره، ويبدأ رحلة البحث عن صاحب الاسم، ليكتشف أنه والده السابق.

الفيلم الذي عرضته الهيئة الملكية للأفلام ضمن فعاليات «كرفان السينما العربية الأوروبية»، يخوض من خلال هذه التقنية (التقمص)، في الجانب السياسي، إذ تدور أحداثه في الجولان السوري المحتل. وعلى مدى ما يقارب الساعتين تتوالى المشاهد التي ترسم مصائر شخصيات ريفية تعيش حياة بسيطة، تعمل بالزراعة التي تجعلها التصاقاً بالأرض وتقديساً لها، كما يمنحها عملها بعداً روحانياً، مُظهرةً تجاه أرضها فيوضات من الحب، لتبرز الجمال والحق والعدل في وجه قبح الاحتلال وظلمه ولا إنسانيته.

صيغ الفيلم بلغة سينمائية تكشف عن رؤية خاصة للمخرج، بخاصة في المشاهد المبنية على الاسترجاع والتذكّر. وتميزَ أداء الممثلين بصدقية عالية، وإحساس شفيف كان قادراً على أن يمس جمهور المتفرجين ويشدهم إلى أجواء الفيلم ليتفاعلوا معه، ويتأملوا في عالم الإنسان الباطني، ويثيروا الأسئلة حول الوجود والكون والحياة واكتشاف الذات.

فاز الفيلم بالجائزة الكبرى في مهرجان تطوان الدولي السينمائي لدول حوض البحر الأبيض المتوسط، وجائزة مصطفى العقاد في مهرجان فجر الدولي في إيران. ويشارك فيه: سلمى المصري، مجد فضة، سوسن ارشيد، عبد الرحمن القاسم، ومجموعة أخرى من الفنانين السوريين.

ولد المخرج السوري غسان شميط في محافظة القنيطرة سنة 1956. درس السينما في المعهد العالي للسينما في كييف – أوكرانيا ( 1982). شارك في مهرجانات الأفلام العربية والدولية، ومن أفلامه: «شيء ما يحترق» (1993)، «الدقيق الأسود» (2001).

“الهوية” لغسان شميط..رحلة البحث عن الذات
 
28-Aug-2008
 
العدد 41