العدد 6 - ثقافي
 

في يوم الاثنين الأول من كل شهر، تكتظ مداخل المسرح الرئيسي لمركز الحسين الثقافي في رأس العين بالجمهور المتعطش للموسيقى العربية الأصيلة، حيث ينظم المعهد الوطني للموسيقى حفلاً تحييه فرقة عمان للموسيقى العربية، بقيادة صخر حتّر، وجوقة الغناء العربي بإشراف الدكتور أيمن تيسير. وكانت الأمسية الغنائية هذا الشهر مخصصة للمطربة أسمهان، بمناسبة الذكرى المئوية لميلادها.

برنامج الحفل تضمن مجموعة متنوعة من أغاني المطربة الراحلة أسمهان، التي لم تعش سوى اثنين وثلاثين عاما، قدمت خلالها أعمالاً تدرجت من الكلاسيكية المحافظة إلى الرومانسية المتجددة. وتلك الأخيرة برزت في السنوات السبع الأخيرة من حياتها بعد أن اكتشف الموسيقار محمد عبدالوهاب موهبتها المتميزة وأطلقها إلى مزيد من التألق.

الحفل الموسيقي قدم عدداً من المواهب الشابة في الغناء الفردي، لعل أبرزها ناتالي سمعان التي لا تتجاوز الثالثة عشر من العمر، والتي أدت أغنية “يا بدع الورد”، من كلمات حلمي الحكيم وألحان فريد الأطرش، بحس موسيقي عال وثقة كبيرة وحضور مسرحي لافت. ومن المواهب اليانعة التي ظهرت أيضاً الطفلة ندين تيسير بتقديم أغنية “يا حبيبي تعال”، حيث تجلى إتقانها وخامة صوتها الواعدة.

ضيفة الجوقة كانت المطربة الأردنية الشابة ليندا حجازي، التي أدت أغنيتي “عليك صلاة الله وسلامه”، و”أنا اللي استاهل”. ليندا من الموسيقيين الأردنيين الذين حققوا دخولاً قوياً إلى ساحة الموسيقى المحلية الجادة. وهي، إضافة إلى إبداعاتها الغنائية وصوتها الذي يحمل نكهة مختلفة، عازفة متميزة على آلة الكمان وحاصلة على درجة بكالوريوس في العلوم الموسيقية من الأكاديمية الأردنية للموسيقى.

عندما اعتقد الجمهور أن الحفل قد اختتم مع آخر أغنية مكتوبة على البرنامج الذي تم توزيعه، اتجهت أنظار الفرقة إلى طرف الستارة المؤدي إلى خشبة المسرح، وخرجت من هناك الفنانة روز الور لتنطلق الموسيقى مجدداً في رائعة فريد الأطرش “ليالي الأنس في فيينا”. روز أبدعت في أدائها وأعادت تجسيد كلمات أحمد رامي المرهفة لتنقل الحضور إلى حقبة مختلفة، حقبة جيل الثلاثينات والأربعينات، والذي كان متعلقاً بإعادة إنتاج أوروبا – منهل الفن والأحلام. إن طبقات الصوت التي وصلت إليها روز ألهبت حماس الجمهور الذي اختتم الحفل بموجة تصفيق حادة ومطولة.

كان لافتاً في الحضور تنوع الفئات العمرية؛ إذ لم يقتصر على الجيل الذي عاصر تلك الموسيقى، بل ضم نسبة كبيرة من الشباب، وهذا قد يعكس نجاح فرقة عمان للموسيقى العربية في تحقيق أحد أهدافها وهو النهوض بالذوق الفني العام، ويعكس أيضاً أهمية التعاون الحاصل بين أمانة عمان والمعهد الوطني للموسيقى، لتعزيز الأنشطة الثقافية وزيادة تفاعل الشباب مع الفنون والموسيقى في المدينة.

جدير بالذكر أن صخر حتر قائد الفرقة يعد أحد أبرز عازفي العود المعاصرين في العالم العربي حالياً، فاز بجوائز إقليمية وشارك في عدد كبير من المهرجانات العالمية.

أما جوقة الغناء العربي فقد تأسست في المعهد الوطني للموسيقى عام 2006 و تضم حالياً مواهب من طلبة المعهد ومن خارجه، ويشرف عليها الدكتور أيمن تيسير الحاصل على الدكتوراة في العلوم الموسيقية والذي أسس تخصص الغناء الشرقي في المعهد.

أسمهان في رأس العين! – لينا عجيلات
 
13-Dec-2007
 
العدد 6