العدد 39 - كتاب
 

في العام الدراسي 1959/1960 كنت في الصف الرابع الثانوي، بحسب تصنيفات تلك الأيام للفصول الدراسية، ولم يكن أمامي سوى عام دراسي واحد للتخرج، هو العام التالي، وهو بحسب تسميات تلك الأيام، الخامس الثانوي، والذي كان الطلبة يقدمون فيه امتحان المترك، الذي كان يعادل الشهادة الثانوية.

غير أن جملة من التغيرات حدثت، ومنعتني من تقديم امتحان المترك، فحين نجحت إلى الصف الخامس الثانوي، صدر قرار حكومي بزيادة سنوات الدراسة عاما واحدا، بحيث أصبح عدد السنوات اثني عشر عاما دراسيا بدلا من أحد عشر عاما. جاء القرار في إطار توحيد عدد سنوات الدراسة في البلدان العربية، ما يعني زيادة عدد هذه السنوات من 11 عاما تنتهي بالمترك، إلى 12 عاما، ما يعني سنة دراسية إضافية. وشملت التغيرات أيضا تسمية الصفوف الدراسية التي كانت موزعة على إحدى عشرة سنة دراسية، منها سبع سنوات ابتدائية وأربع سنوات ثانوي تبدأ بالثاني الثانوي الذي يعادل اليوم الصف الثامن الأساسي، ثم أصبحت سنوات الدراسة الابتدائية ست سنوات وخمس سنوات للثانوي.

مع زيادة السنة الجديدة، تغيرت مسميات الفصول إلى ست سنوات ابتدائي وثلاث سنوات إعدادي، وثلاث ثانوي. وكان هذا يعني أنني سوف أنتقل في العام التالي إلى الصف الثاني الثانوي. لكن تغيرا آخر طرأ أيضا، هو تقسيم الفروع الدراسية إلى فرعين أساسيين هما الأدبي والعلمي، وكان الفيصل في تحديد الفرع الذي يفرز إليه الطالب هو معدله العام. ولم يكن معدلي يسمح لي بأن أدخل الفرع العلمي، فدخلت الفرع الأدبي بالرغم من أنني كنت في كلية الحسين، والتي خصصت آنذاك لطلاب الفرع العلمي، في حين خصصت مدرسة رغدان المجاورة لتدريس المواد الأدبية.

وهكذا كان علي أن أدرس سنة دراسية إضافية قبل أن أقدم امتحان الشهادة الثانوية العامة التي أصبح اسمها "التوجيهي"، بدلا من المترك.

كان هذا يعني، ضمن ما يعني، تغييرا في المناهج، حيث وضعت مناهج جديدة بدل المناهج التي كانت مقررة آنذاك، وكانت تجتمع فيها المواد الأدبية والعلمية. وفي المناهج الجديدة زيدت الجرعة العلمية لطلاب الفرع العلمي، والجرعة الأدبية للفرع الأدبي، وأذكر أن منهاج اللغة الإنكليزية للصف الثاني الثانوي الأدبي كان يتضمن مسرحية ويليام شكسبير التاريخية يوليوس قيصر.

ونتيجة لتلك التغيرات فإنه في العام الدراسي 1960/1961، لم يتقدم أحد لامتحان التخرج من المدرسة، وكان علي وعلى طلبة الصفوف النهائية في المملكة بضفتيها آنذاك، أن ينتظروا عاما آخر للتخرج، وهو ما تم في العام الدراسي 1961/1962، الذي كان أول عام يقدم فيه الطلبة امتحانات التوجيهي.

كان مدير كلية الحسين آنذاك عبد الجبار الفقيه، ومن المدرسين: سليم الطاهر، وخليل الإمام، وموسى زيد الكيلاني الذي كان مدرسا للغة الإنكليزية. و من الطلبة كان زياد فريز الذي أصبح وزيرا للتخطيط والمالية ومحافظا للبنك المركزي الأردني ونائبا لرئيس الوزراء وزير المالية. ومن طلاب ذلك العام الدراسي بسام الساكت، رئيس هيئة الأوراق المالية، وبسام هارون، الناقد الرياضي المعروف، وأحمد ماضي الأستاذ الجامعي، والرئيس السابق لرابطة الكتاب الأردنيين.

طه حزين .. 1960حين لم يتقدم أحد للامتحان
 
14-Aug-2008
 
العدد 39