العدد 6 - كاتب / قارئ
 

تحية طيبة

“السِّجل” برأيي هي الصحيفة الأسبوعية التي كنا نبحث عنها منذ زمن بعيد. الصحافة الأسبوعية العالمية مهمة ومؤثرة، غير أن النموذج الأردني لهذا النوع من الصحافة انحاز، للأسف الشديد، نحو الإثارة والشائعة، وبذلك لم تلبِ تلك الصحف طموحاتنا.

إن ظهور «السِّجل» جعلنا نتفاءل في أن نجد وجبة إفطار صباحية كل يوم خميس، نقرأ من خلالها لكتاب وصحفيين من الصف الأول.

المتأمل بشكل عام لصفحات الجريدة، يكتشف أنه يقرأ كماً هائلاً من التحليلات الصحفية والمقالات، منها العديد من الموضوعات التي تبتعد، وعلى مسافات مختلفة، عن الشارع. التحقيقات الميدانية القريبة من الإنسان الأردني، شبه غائبة عن صفحات جريدتكم، ولنتفق بأن تلك التحقيقات تعطي نكهة وتميزاً للصحيفة. الصحيفة يجب أن تلتحم مع هاجس المواطن بشكل حميمي، وأن تقرع بابه محاولة الولوج إلى عالمه.

ما أردت الإشارة إليه في سجلكم الكريم هو نقاط محبة لهذا التفرد الذي نريد لصحيفتكم من خلالها حضوراً بهيجاً بين جميع الأوساط. فمثلاً الصفحات الثقافية زاخرة، ولكنك تشعر بأنها بالكاد تحمل شيئاً محلياً رغم اشتمالها على ست أو سبع صفحات. تستطيع الثقافة مثلا تناول بعض الملفات المهمة والجريئة في الأدب الأردني والساحة العربية، إضافة إلى النصوص الإبداعية الذي تغيب عن صفحات الجريدة.

وما لفت نظري هو تكرار بعض الكتاب إما في الصفحة الواحدة كالأستاذ محمد سامر خير، أو على مستوى الصفحات مثل الصحفية علا الفرواتي، مثمنا ما كتبه الاثنان بطبيعة الحال. أما المحور الأخير، فهو محور فلسطين وقضية اللاجئين، وهو المحور الأكثر سخونة، حيث بدأ يستعد للانهيار، مجهزاً على ما تبقى من رمق الشعب الفلسطيني، والذي أنهكه الموت واللجوء والمخيمات والتشرد.

أبارك لكم عطاءكم الرائع على صفحات جريدتكم الغراء، والتي فتحت باب التميز والإبداع، بكل صفحاتها ما بين سياسة وفن. شاكرا لكم سعة صدوركم.

طارق مكاوي

صحيفة أسبوعية مهمة – طارق مكاوي
 
13-Dec-2007
 
العدد 6