العدد 6 - كاتب / قارئ
 

السادة صحيفة «السِّجل» المحترمين

تحية طيبة وبعد،،

بداية لا بد من تقديم الشكر للقائمين على صحيفة «السِّجل» على انطلاقتها المباركة، آملين أن تكون على قدر من مسؤولية التحدي التي نفتقدها هذه الأيام في إعلامنا، وخاصة في ما يسمى بإعلام الحكومة.

كيف يمكن أن يكون هناك إعلام حكومات في ظل وجود أوطان ذات سيادة، وذات دستور، وذات شعب. وكيف يمكن حتى تصور فتح نقاش حول ما نريد: إعلام وطن أم إعلام حكومة، إلاّ في ظل حالة من عدم الإتزان السياسي والإعلامي وغياب الرؤية فيما يتعلق بالمصالح العليا للوطن وماهية الأشياء وفلسفتها السياسية. غياب الرشد السياسي لليبراليين الجدد لا يعني أن يصبح الوطن حقل تجارب لمغامراتهم التي اثبتت السنوات السابقة عدم نجاعتها، فيما هم الآن يطالبون كل الشعب، بتحمل نتائج فشلهم في المراحل السابقة. وعدم نضجهم السياسي من حيث عدم القدرة على ايجاد حلول علمية وعملية وواقعية، بدل مبادرات العلاقات العامة التي انتهجوها وأصبحت مبدأ ادارة الأردنيين لقضايانا المصيرية، لا يمكن أن تكون هي الحل. رؤساء وزاراتنا في ظل هذا الوضع ونتيجة لغياب وانحسار دور الرأي العام في تحديد اتجاهات السياسات العامة أصبحوا كما جاء في مقالة الأخوين حتر وقبيلات مجرد أمناء عامين لمؤسسات معظم قاطنيها من العاطلين عن العمل أصلاً.

هذا الوضع الذي أصبح سائداً هذه الأيام، عطل فرص بروز ليس فقط قيادات سياسية جديدة متجذرة في الواقع الأردني، ولكن أيضاً بروز أفكار وطروحات وحلول جديدة للمشاكل والتحديات التي نواجه، حتى أصبح الشعب خارج حتى دائرة الاهتمام والمتابعة بالشأن العام. أمام الذهبي وأمام الشعب الأردني بأكمله تحديات الآن لا يمكن تفاديها بالرغم أنها ليست من صنيعه وليست من طروحاته، فمن يا ترى يتحمل مسؤولية هذا الوضع، وهل يمكن مساءلة من أوصلونا إلى هذه الحالة، أم سيستمرون في مواقعهم مستغلين كل الظروف من أجل بقائهم في السلطة؟ سؤال على رئيس الوزراء الاجابة عنه إذا كان حقيقة هو صاحب الولاية العامة دستورياً، وكما يرغب الشعب الأردني منه أن يكون.

واصف طبيشات

مدير مؤسسة العين الديمقراطية

الإعلام الحكومي - واصف طبيشات
 
13-Dec-2007
 
العدد 6