العدد 38 - علوم وتكنولوجيا
 

تزخر شبكة الإنترنت بملايين المواقع، وتتنوع الخدمات التي تقدمها هذه المواقع ما بين الأخبار والموسيقى والمنتديات، وهي تتسابق بإعلان عدد زوارها اليوميين، في محاولة لجذب أكبر قدر ممكن من الإعلانات، وتسعى لتحسين موضوعاتها وتزيين صفحاتها، لتوسيع قاعدة بياناتها وزيادة عدد المشتركين فيها.

رغم كثرة المواقع وتعددها، فإن قلة منها تشهد أعداداً كبيرة من الزوار، ونجد إعلاناتها والروابط الخاصة بها على كثير من المواقع الأخرى، وهذه المواقع هي حديث العامة، والملاذ لأي مستخدم أو باحث يبدأ العمل على شبكة الإنترنت.

أول هذه المواقع وأقدمها هو موقع Yahoo! الشهير، الذي انطلق قبل أكثر من عشرة أعوام، ويقوم مبدؤه على توفير الخدمات المختلفة، من خدمات الأعمال والترفيه والأخبار.

أشهر هذه الخدمات هي البريد الإلكتروني والتسوق ومحرك البحث. يخصص هذا الموقع خدماته لبعض الدول مثل المملكة المتحدة والصين، يتحدث بلغاتهم ويلبي احتياجاتهم الخاصة، ما يساعد في زيادة عدد مستخدميه من تلك الدول.

تصدّرت أخبار هذا الموقع أنباء التكنولوجيا في حزيران (يونيو) الماضي، عندما عرضت شركة Microsoft مبلغ 45 بليون دولار لشرائه، ما يؤكد نجاحه وقيمته المالية المرتفعة في السوق، وهناك من يرى أن Yahoo! فعلت خيراً عندما رفضت هذه الصفقة، حتى لا تسيطر شركة Microsoft على شبكة الإنترنت كما تسيطر الآن على سوق البرمجيات الجاهزة. وقد نجح Yahoo! من خلال توفير عشرات الخدمات ومنها المميزة مثل HotJobs،Answers وGroups، في أن يجمع بين قاعدة مستخدمين هائلة، وتوفير إعلانات كثيرة موجهة للكثير من الدول. ويضاف أيضاً استخدام التصميم البسيط للموقع، وسهولة الوصول لجميع التطبيقات، ما مكّنه أن يأخذ مكانه بين أشهر خمسة مواقع على الإنترنت.

أما موقع Google فيعدّ محرك البحث الأول في العالم، ويرتاده الزوار من جميع الأطياف، وهو الوجهة الأولى بلا منازع لأي باحث على شبكة الإنترنت. يزور هذا الموقع حوالي 380 مليون زائر شهرياً، ويضم بين جنباته 5680 موظفاً يتمركزون في "وادي السيليكون" في كاليفورنيا، ليزودوا العالم بأحدث المعلومات والأخبار والصور.

بامتلاكه موقعَ YouTube أصبح Google يحتل الصدارة في عدد الزوار والمستخدمين، وتستخدم الكثير من مواقع الإنترنت تطبيقات Google للإعلان، ففي كثير من المواقع ترد عبارة Ads By Google، وهو تطبيق يسمح لـ Google بنشر إعلاناته على موقع معين، مقابل وضعه على لوائح البحث. بهذا نجح هذا الموقع في توفير ما يتطلبه الباحث من خلال شبكة كبيرة تربطه بغالبية المواقع المنتشرة على شبكة الإنترنت، عبر تكنولوجيا معقدة يطول الحديث عنها. أما كلمة Google بالذات فهي مصطلح رياضي يعبّر عن الرقم الأكبر في التاريخ، وهو 1 متبوعاً بمائة صفر، للدلالة على حجم المعلومات الهائل الذي يحتويه الموقع.

أما موقع Facebook، فقد أصبح الآن من أشهر مواقع الإنترنت، ويزداد عدد زواره ومستخدميه يومياً. ورغم أن موقع MySpace يضم عدداً أكبر من المستخدمين، فإن Facebook نال شهرة أكبر، لبساطة محتوياته وسهولة استخدامه، وأصبح هذا الموقع ظاهرة اجتماعية واسعة، وغدا جزءاً من جميع جوانب الحياة، من السياسة والاقتصاد إلى التجمعات الشعبية والتعبير الحر عن الرأي.

نجح هذا الموقع بجذب آلاف الإعلانات وتصنيفها بحسب بلد الزائر واهتماماته، وبسبب العدد الهائل لمستخدميه، فإنه يجني أرباحاً هائلة. وهو يتميز بتوفير خدمة Applications التي تمكّن أي مبرمج من إضافة تطبيقه واستخدامه في الموقع. وما يزيد من شعبية Facebook ونجاحه وجودُ تطبيقات مسلية ولطيفة، تساعد في شهرة هذا الموقع والإقبال عليه من المبرمجين والمستخدمين على حد سواء.

تضم قائمة أشهر مواقع الإنترنت، مواقع التسوق الإلكتروني مثل ebay وAmazon، غير المعروفة عندنا في الوطن العربي، لعدم الثقة بمواقع التسوق الإلكترونية. وهناك مواقع تكوين الصداقات مثل MySpace وFriends United التي تضم في قاعدة بياناتها ملايين المستخدمين، وتشتهر هذه المواقع في المملكة المتحدة وأوروبا.

وتعدّ هذه المواقع التي شهدت قصص نجاح، من أفضل وأشهر المشاريع في العالم، إذ أصبحت شبكة الإنترنت الآن قِبلة رجال الأعمال وأصحاب الأموال لزيادة استثماراتهم. وعادة ما تنطلق هذه المواقع من مكتب صغير أو غرفة في جامعة، لتصبح مواقع شهيرة وتتحول إلى مشاريع ضخمة يتحدث عنها العالم أجمع.

ملوك الإنترنت يُحكمون سيطرتهم على الشبكة
 
07-Aug-2008
 
العدد 38