العدد 38 - حتى باب الدار
 

ربما تكون الصيغة الواردة في عنوان الفقرة، أكثر دقة من الصيغة الكلاسيكية التي تجزم بنفي احتمال أن يكون الليث ذو الأنياب البارزة مبتسماً، لاسيما وأن ترديد هذا القول لا يكون عادة عند الحديث عن الأسود نفسها، التي لا نعرف أصلاً إن كانت تبتسم عن طريق اظهار نيوبها، بل يكون الحديث عن الرجال حيث يحتمل هنا أن يكون ظهور النيوب دلالة ابتسام.

في بعض القبائل في أفريقيا يعمد الناس فيها إلى خلع الأسنان الأربعة العلوية والسفلية الواقعة ما بين النابين، وذلك لإظهار هذين النابين بغية تحقيق الخوف في قلوب الخصوم، في هذه الحالة يمكن الجزم أن بروز نيوب "الليث"، أي الرجل المعني، لا يكون لغايات الابتسام ما لم يعلن عن غير ذلك.

هذا بالنسبة للرجال بينما المرأة في هذه القبائل، قد تخلع الأسنان الأربعة أو اثنين منها على الأقل من كل فك، ولكن لغايات جمالية تكمن في الفراغ المتكون بين النابين وليس لغايات إظهار هذين النابين، وذلك طبعاً حسب المواصفات الجمالية الخاصة بأسنان أعضاء تلك القبائل. تختلف مواصفات جمال الأسنان من ثقافة لأخرى، وبالتأكيد فإن من قد يقع منا في غرام إحدى فتيات تلك القبائل لن يعود بها إلى هنا، قبل أن يعيد تركيب ما فقدته طوعاً من أسنان، مما قد يجعلها تلعن "ثنثفيل" اليوم الذي عرفته فيه.

نيوب الليث البارزة لا تدل بالضرورة على ابتسامته
 
07-Aug-2008
 
العدد 38