العدد 6 - استهلاكي
 

حين قفزت أسعار الحليب الطازج منتصف العام الحالي لجأت «أم علي» إلى الحليب المجفّف لتجهيز ما تيسر من أجبان وألبان داخل المنزل لإطعام أبنائها. أما اليوم فتقف الأم الخمسينية عاجزة عن تأمين أي من الصنفين بسبب جنون الأسعار واختفاء بعض الأصناف من السوق.

«أم علي» تشتري الآن منتجات الألبان الجاهزة، بأثمان مرتفعة، بعد أن تضاعفت أسعار الحليب المجفف بمختلف أنواعه مدفوعة بارتفاع الأسعار عالمياً في بلدان المنشأ مثل: هولندا والدانمارك.

مسلسل ارتفاع أسعار الحليب المجفف بدأ منذ تموز/يوليو الماضي حين أخذ مخزون الحليب المجفف بالنفاد دافعاً تجار الجملة لاستيراد الحليب بأسعار جديدة ارتفعت مع قلة الانتاج وتعاظم الطلب.

حجم استهلاك المملكة السنوي من الحليب المجفف يقدر بنحو 6 آلاف طن، فيما تشكل الدول الأوروبية ودول أميركا اللاتينية المصادر الرئيسية لاستيراد هذه المادة، بحسب نقيب تجار المواد الغذائية خليل الحاج توفيق.

موجات الجفاف المتلاحقة، ارتفاع أسعار البترول، تعرفة الشحن، وارتفاع سعر اليورو والعملات الرئيسية الأخرى مقابل الدولار كلها مجتمعة دفعت أسعار الحليب المجفف للارتفاع منذ مطلع العام الحالي.

غلاء الحليب، المكّون الرئيس في صناعة الألبان والأجبان، انعكس على أسعار سائر منتجات هذا القطاع، مثل: الزبدة والسمن النباتي التي ارتفعت أسعارها بنسب متفاوتة، خصوصاً المستوردة منها. كذلك طالت موجة الغلاء أسعار الحلويات والكعك والخبز المحسن بعد أن رفعت الحكومة أسعار القمح والطحين أكثر من 150% الشهر الماضي.

وفيما يقدر الحاج توفيق نسبة ارتفاع الأسعار بين 20% في تموز الى 100% هذا الشهر، توقع الحاج توفيق عدم استمرار ارتفاع الأسعار، خصوصاً في ظل انخفاض الطلب المحلي على هذه المادة الحيوية بنسبة 50%.

سعر الحليب المجفف من ماركة «حليبنا» ارتفع من نحو 2.15 دينار للكيس إلى نحو 4.50، دينار فيما ارتفع سعر كيس حليب «النيدو» 1400 غرام من حوالي 11 ديناراً إلى 15.25 ديناراً حسب أسعار احدى محلات طبربور. وفيما أكدت المؤسسة الاستهلاكية المدنية توافر كميات من حليبنا إلاّ أن مواطنين اشتكوا من عدم وجود هذا الصنف.

وقال صاحب إحدى المحلات في منطقة طبربور إن إقبال المواطنين على شراء أصناف الحليب المجفف تناقص تدريجياً بشكل ملحوظ، وبدأوا بالبحث عن أنواع غير أوروبية، وبخاصة الأسترالية أو تلك المعبأة في الإمارات والتي بقيت أسعارها منخفضة نسبياً عن تلك الأوروبية التي شهدت أعلى معدل للارتفاع، خصوصاً بعد قرار الاتحاد الأوروبي برفع الدعم التدريجي عن الصناعات الزراعية ليصل الى صفر بحلول العام 2010 تلبية لمتطلبات منظمة التجارة العالمية.

لكن البائع الذي - فضل عدم ذكر اسمه - أكد بأنه قام بسلسلة تخفيضات على أسعار الحليب المجفف عن طريق تقليل هامش ربحه، إلاّ أنه توقع أن يستمر بحث المواطنين عن بدائل أخرى للحليب او الاستغناء عنه نهائياً نظراً للأثر الذي يتركه الارتفاع على مداخيلهم المتآكلة أصلاً.

تأكيدات حكومية تؤكد توجهاً لتقليل الرسوم الجمركية على مشروع قرار يتضمن إعفاء سلة من السلع والمواد الغذائية التي ارتفعت أسعارها عالمياً من الرسوم والضرائب المفروضة عليها.

وأضافت مصادر مطلعة أنه سيتم رفع التوصيات لرئيس الوزراء خلال الأيام القليلة المقبلة من أجل الحد من آثار الارتفاعات العالمية على أسعار المواد التموينية الأساسية في بلاد المنشأ مثل الحليب الجاف، وبما يكفل وصول السلع الى المواطنين بأسعار معقولة.

الحليب في أعلى أسعاره والمواطنون يبحثون عن بدائل غير أوروبية – علا فرواتي
 
13-Dec-2007
 
العدد 6