العدد 6 - اقليمي
 

في اجتماع عقده مع قادة حزبه اختار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أخيراً النائب الأول لرئيس الوزراء، ديمتري مدفيديف، ليكون مرشح الحزب في الانتخابات الرئاسية التي ستجري في روسيا بعد أشهر. فمن هو ديمتري مدفيديف؟ الصورة القلمية التالية رسمتها صحيفة الغارديان البريطانية للخليفة المنتظر للرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

لا يكون هناك كثير من أنصار ارتداء البذلات ذات اللون السماوي وقمصان لعبة البولو الوردية يوم السبت الأسود، ولكن الرئيس المقبل لروسيا أحد هؤلاء.

“لقد أحببت موسيقى الهارد روك منذ أيام الدراسة.” قال ديمتري مدفيديف لصحفي قابله في شهر نيسان الماضي، وأراه مكبري صوت يبلغ طول الواحد منهما مترين صمما على شكل صاروخين في غرفة معيشته المظللة بألوان الباستيل. “اليوم، مثلاً، أستطيع أن أفاخر بأنني أملك المجموعة الكاملة من أغاني ألبوم ‘ديب بيربيل’.

يبلغ مدفيديف الذي أصبح من شبه المؤكد أن يكون الزعيم الجديد لأكبر بلد في العالم، الثانية والأربعين من العمر، وهو شاب يمثل وجه الكرملين المتحرر، كما أنه من أتباع الرئيس فلاديمير بوتين.

إنه أقل صقورية من سيرغي إيفانوف، وزير الدفاع السابق الذي كان يجري فيه التفكير سابقاً بوصفه المرشح المفضل لدخول الكرملين في العام 2008، وهو قدم نفسه بذكاء بوصفه الشخصية الوطنية التحديثية الذي يمتنع عن توجيه الأوصاف الاستفزازية لمنافسيه من المراتب الأمنية المعروفين باسم “السيلوفيكي”.

وهو يرفض تعبير “الديمقراطية السيادية”، الذي صاغه كبير الأيديولوجيين في الكرملين، فلاديسلاف سيركوي، ولكنه يقول إن روسيا لديها مجتمع مدني يعمل بكفاءة تامة، (وهي لاتتخلى) ويجب ألا تتخلى عن تقاليدها.

ومدفيديف واحد من مجموعة من المحامين من الدائرة التي كانت تحيط ببوتين في سان بطرسبورغ، ممن تربطهم علاقة غير مريحة بزملاء الرئيس السابقين في المخابرات الروسية (كي جي بي).

وبوصفه نائباً أول لرئيس الوزراء، المسؤول عن “المشاريع القومية” لإنعاش الرعاية الصحية والتعليم والإسكان والزراعة منذ العام 2005، فإن مدفيديف حظي بتغطيات تلفزيونية واسعة جداً.

ويضعه دوره المزدوج بوصفه رئيساً لشركة “غاز بروم” العملاقة، في طليعة الأشخاص الذين أعادوا إحياء روسيا بفعل أسعار الطاقة المرتفعة. وهو يظهر في إحدى أشهر صوره وهو يصنع “الأومليت” من البيض لعجوز في قرية أقيمت حديثاً في أحد حقول الغاز.

وقد تضافرت لقاءات مدفيديف العديدة مع الأسر الشابة، وملابسه غير الرسمية ومقابلاته الصحفية المنزلية (يمارس اليوغا ويحب السباحة) لربطه بالطبقة الوسطى الروسية الصاعدة: المكونة من جيل جديد يمكنه إعادة تزيين شقته ويملك شبكة إنترنت، ويشتري جهاز ستيريو مناسب ويذهب في إجازة إلى تركيا.

ولد مدفيديف في الرابع عشر من أيلول 1965 لعائلة من الأساتذة الجامعيين، وقد عرف بوصفه تلميذاً نابهاً تطوع للانضمام إلى مجموعات العمل السوفييتية التي تجمع محصول البطاطا في عطل نهاية الأسبوع.

تزوج من ستيفانا، الفتاة التي أحبها من أيام المدرسة، وقد ولد ابنهما ليا في العام 1996. وتدرج في المناصب سريعاً حتى أصبح رئيساً لحملة بوتين الناجحة للرئاسة في العام 2000، وأخيراً أصبح نائباً لرئيس أركانه.

يقول نقاد مدفيديف إنه “بوتيني” مكرس يمتلك القليل من “الكاريزما”، ولا يملك قاعدة قوة مستقلة. وحين كان رئيساً لشركة “غاز بروم”، عملاق الطاقة الغامض الذي تملكه الدولة، ارتبط اسمه بالعمل على التضييق على المشاريع الخاصة وتدعيم سيطرة الدولة على الموارد الطبيعية، واستخدام أسعار الغاز المرتفعة في تخويف الجيران السوفييت السابقين مثل: جورجيا، وأوكرانيا.

فإذا حدث ما هو متوقع من تولي مدفيديف الرئاسة بمباركة من بوتين في آذار المقبل، فإن المحللين يقولون إن وجه القوة في روسيا سوف ينتقل بحيث يضم بوتين بوصفه أقرب إلى “الزعيم القومي”، أو ربما بوصفه مستقبلاً رئيساً للوزراء مهمته قيادة كتلة حزب روسيا الموحدة الموالي للكرملين في البرلمان. وبحسب هذا السيناريو، فإن “السيلوفيكي” سوف يبقون على إخلاصهم لبوتين، ويصبحون إلى حد كبير تحت سيطرته.

ما يبدو أكيداً هو أن بوتين ومدفيديف حليفان قريبان جداً من بعضهما، وأنهما لا بد قد أكملا اقتسامهما للسلطة بكل تفاصيلها.

ديمتري مدفيديف.. رئيس روسيا المقبل؟ - ترجمة صلاح حزين
 
13-Dec-2007
 
العدد 6