العدد 36 - ثقافي
 

السّجل - خاص

بالنسبة للأردنيين، لا يمثل شهر أيلول بداية فصل الخريف فقط، بل وربيع القراءة أيضا. ففي أيلول من كل عام يقام معرض عمان الدولي للكتاب.

هذا العام كان استثناءً. أقيم المعرض في تموز بدلا من أيلول. ولكن هذه لم تكن نقطة الاختلاف الوحيدة عن الأعوام السابقة، فموقع المعرض تغير، والإعلان قصر عن أداء دوره كما كان الأمر في السابق، والبنية التحتية كانت محل انتقاد، فقد أقيم المعرض في خيمة. لكن أهم نقاط الاختلاف كانت: الرقابة.

مدير جناح المكتبة العصرية المتخصصة في الكتاب الأكاديمي من مصر طارق البنداري، أبدى عددا من الملاحظات حول توقيت المعرض "كيف يمكن أن تقيم معرضا للكتاب خلال العطلة الصيفية حين يكون طلبة الجامعات في بيوتهم؟" وموقع المعرض: "كيف يقام معرض يضم 350 ألف عنوان في خيمة وتعريض الكتب للغبار والأتربة".

أما الرقابة فيؤكد البنداري أنها كانت "شبه معدومة ولم نشعر بوجودها فقد أرسلنا عينات من عناوين كتبنا قبل أن نحضر إلى عمان ولم يصلنا أي اعتراض على أي كتاب".

لكن عددا من ممثلي دور النشر العربية والمحلية المشاركة في المعرض أكد أن الرقابة كانت موجودة بشكليها؛ السابق على دخول الكتب إلى الأردن، والسابق على الافتتاح، إذ قال عدد من مديري الأجنحة الخاصة بدور النشر العربية أنهم أرسلوا كشوفات بعناوين الكتب وأن بعض الكتب منعت من الدخول، ولدى السؤال عن أسماء بعض الكتب التي منعت لم يذكر ممثل مكتبة مدبولي في مصر سوى كتاباً حمل عنوان "من سرق المتحف"، الذي لم يذكر أحد من هو مؤلفه أو ناشره.

أما رقابة ما بعد دخول الكتب فقد تمثلت في "زيارة" قام بها موظفون من دائرة المطبوعات والنشر قبل يومين من الافتتاح، تم خلالها سحب بعض العناوين عن الرفوف وتسليمها لاتحاد الناشرين الأردنيين، بحيث يقوم بإعادتها لأصحابها بعد نهاية المعرض" بحسب مديري أجنحة.

من بين دور النشر التي تعرض بعض عناوينها للسحب، كما بيّن لـ«ے» هؤلاء المديرون: الوراق للنشر والتوزيع، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، المكتبة الأهلية، مكتبة مدبولي، ومجدلاوي للنشر والتوزيع.

وفيما يتعلق بالعناوين التي تم سحبها عن الرفوف ذكر مديرو الأجنحة،أن عملية السحب تركزت على الكتب السياسية، والدينية، والمذهبية، ومنها: جواسيس جدعون، الحرب الكبرى، رجل في الظلال، الشيعة في التاريخ، سطوع نجم الشيعة، أميركا والعرب.

ناشر أردني فضل عدم ذكر اسمه، أوضح أن الرقابة في الأردن مرحلية تتبع الظروف المحلية والإقليمية وفي هذه المرحلة، فأي كتاب مذهبي، أو يؤيد المقاومة العراقية، أو يتحدث عن حماس أو حزب الله، يعتبر كتاباً ممنوعاً".

المدير الإداري لاتحاد الناشرين الأردنيين، أشرف المعاريف، توقف عن الإجابة عن أسئلة «ے» عندما وصل إلى موضوع الرقابة وقال "أنا غير مخول بالتصريح حول المعرض أنا إداري والمخول بالتصريح هو رئيس الاتحاد".

رئيس اتحاد الناشرين الأردنيين بلال الشلول، صرح بأنه "لا يعلم شيئا عن الموضوع وهو لا يؤكد ولا ينفي صحة هذه المعلومات، وأن المدير الإداري لاتحاد الناشرين الأردنيين أشرف المعاريف هو الذي يمكن أن يؤكد أو ينفي".

نبيل المومني، مدير دائرة المطبوعات والنشر قال لـ«ے»: "نحن لا نسحب الكتب عن الرفوف".

معرض الكتاب 12: رقابة يؤكدها ناشرون وتنفيها المطبوعات
 
24-Jul-2008
 
العدد 36