العدد 35 - ثقافي
 

الإرهاب .. الظاهرة وأبعادها النفسية

تأليف: د. ماجد موريس إبراهيم

الناشر: دار الفارابي دمشق 2008

يسعى كتاب «الإرهاب.. الظاهرة وأبعادها النفسية» للدكتور ماجد موريس إبراهيم لأن يكون مرجعاً علمياً متخصصاً يرصد العلاقة بين الإرهاب والأبعاد النفسية بكافة أبعادها المختلفة ويؤكد أن النظرة السريعة إلى تاريخ الإرهاب في العالم تطلعنا على موقف تناقضي مشكل ألا وهو ارتباط العنف في العديد من صوره بالتراث الديني السائد في عصر ما أو مكان بعينه.

ومما يثير الدهشة والسخرية أن العنف السياسي منذ فجر التاريخ متجملاً بالرتوش الدينية مكتسياً بردائه. فقد تعمَد الأشوريون قبل الميلاد بخمسة آلاف سنة قبل المعارك الحربية أن يرددوا الملاحم التي ألفها كهنة سومر القدماء والذين كان يتنافس الملوك على ولاء الشعب لهم. كانت النذور والكهانات من أشكال الإقناع وكان الدعم الروحي والنفسي للمقاتلين يستمد من الدين الذي كان في الوقت نفسه يدعم الأمل في النصر. في الحروب اليونانية أيضاً لعب الدين دوراً هاماً يذكر أنه في الصراع المرير بين الفرس والإغريق انتصر الأثينيون في معركة ماراثون 460 ق.م دون عون من الاسبرطيين الذين كانوا منشغلين بإحياء احتفالاتهم الدينية. كما أن الدين حاز أهمية كبرى في حروب اليونان حتى أن البشائر والنذور والخوارق التي أخذت شكل الظواهر الطبيعية كالعواصف الرعدية والبروق وخسوف القمر كانت تستخدم بوصفها علامات من الآلهة يعرف معناها الكهنة والعرافون الذين احتلوا في المجتمع مكان الوساطة بين الآلهة والناس. للإرهاب أيضاً جذوره الفلسفية والفكرية حيث يلخص الوضع الذي ساد فرنسا في تلك الأيام قولا ورد على لسان أحد رؤساء المقاطعات في المؤتمر الوطني بباريس (لقد حان وقت ترهيب المتآمرين. أيها المشرعون ضعوا الإرهاب على جدول أعمالكم). إذا انتقلنا عبر صفحات التاريخ التي سجلت أحوال روسيا القيصرية نجد سلسلة من الأعمال الفوضوية الإرهابية قد عمت البلاد في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، وهي الفترة ذاتها التي زادت فيها أعمال القمع والتنكيل من قبل القيصر. على الرغم من أن هذه الثورة الشعبية هي التي مكنت لينين ورفاقه من الإطاحة بالحكم القيصري إلا أن لينين رأى أن هذا الفوران الشعبي غير المنظم هو نوع من الفوضوية، واعتبرها لينين أيضاً أنها كانت مرحلة مؤقتة إذ إنه كان يخشى أن يمتد الرفض الفوضوي ضد كل أشكال السلطة فيصوب سهامه نحوه شخصياً باعتباره رمز الشكل الجديد للسلطة. يرى المؤلف أن الإرهاب هو شكل من العنف السياسي غير الأخلاقي وغير المبرر ولكن هذه الرؤية تلزمنا بتحديد المرجعية الأخلاقية وتلزمنا أيضاً بتقييم المبرر الظاهر أو حتى الباطن للفعل الإرهابي إذ إن الإرهاب ينطوي على مواجهة بين نقيضين، كل نقيض يجد في الصراع المحتدم وجهاً يبرر موقفه ويضفي الشرعية على تصرفاته. ويعرف ماجد موريس الإرهاب كما يلي: أن ترهب الآخر يعني أن تزرع في نفسه الخوف منك، والخوف نوع من العواطف التي يخبرها الإنسان كما يخبرها الحيوان. تخيف الحيوانات بعضها بعضاً عن طريق الاعتداء الذي يصل إلى حد الفتك بالآخر والتهامه ولكننا في مملكة الحيوان لم نر أبداً أساليب الفتك عن بعد أو أساليب الفتك الجماعي، ولم نعهد حيواناً ينشب مخالبه في حيوان آخر من أجل أن يبث الرعب والخوف في حيوان ثالث بريء لا ذنب له.

**

مستقبل التعليم العربي بين الكارثة والأمل

الكاتب: د. محسن خضر

الناشر:الدار المصرية اللبنانية بالقاهرة

يستعرض الكاتب الانتقال من الإصلاح السياسي الي الإصلاح التربوي والإرهاصات المصاحبة له مثل تفكك المنظومة الاشتراكية وتفرد القطب الاميركي بالمقدرات العالية دون منازع ثم إقرار خطابي الإرهاب والإصلاح بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر. ثم ينتقل المؤلف عبر ثلاثة أقسام شارحاً التعليم من المنظور الثقافي والعولمي كضرورة تجديد النظام التربوي العربي والعمل على استجابة التربية العربية لتحولات الهوية الثقافية وأزمات الجامعات العربية في عصر العولمة. ويشير د. خضر الى أن بنية النظام التربوي العربي ليست مهيأة للاستجابة لتحديات «المستقبل موضحاً صحة مقولة الكاتب البريطاني ه.ج. ويلز: إن المستقبل يكون سباقاً بين الكارثة والتعليم ويرى أن ثمة مؤشرات عديدة كمية وكيفية تومئ الى عجز النظام التربوي العربي عن الارتقاء الي مستوي التحديات التي تفرضها الثورة المعرفية والتقنية وتحديات العولمة، وما آل إليه حال الأمة العربية يفرض الحاجة الى تبني التجديد في هذا النظام، وهنا لابد من تأمل تجارب الأمم الأخرى لاستخلاص الوظيفة الحضارية لتجديد النظم التربوية العربية خاصة في ظل تعاظم الثورة المعرفية والتقنية وإلا تحول العرب الى أمة منقرضة او الى ساكني كهوف في عالم لا يرحم الضعفاء والمهملين.

كـــتـــــــب
 
17-Jul-2008
 
العدد 35