العدد 35 - أردني
 

بيسان عليا

عام 1975 تأسست في بريطانيا جمعية خيرية لمساعدة العائلات المحرومة على توفير تكاليف قضاء العطل والأعياد في المنتجعات والمصايف البريطانية. وتقدر الجمعية أن 2.2 مليون عائلة بريطانية، أي نحو 7 ملايين طفل وأب وأم، لا يقضون العطل بسبب الفقر، وأن 1.5 مليون عائلة لا تستطيع دفع تكاليف يوم على شاطىء البحر. الجمعية تسعى إلى حمل الحكومة على توفير الوسائل والبرامج التي تمكن هذه العائلات من قضاء عطلها وذلك اقتداء بدول أوروبية أخرى.

في الشرق، في إيران تحديدا، اعتادت الحكومة أن تفتح المدارس في مدن البلاد ومحافظاتها أمام المواطنين في مواسم العطل والأعياد، وخاصة في عطلة النوروز، رأس السنة الإيرانية في 21 آذار مارس من كل عام، وذلك لاكتظاظ الفنادق بملايين الراغبين في عيادة أهاليهم القاطنين في مدن أخرى أو الراغبين في قضاء أول أيام الربيع في مناطق السياحة التقليدية. كما تعمل البلديات على توفير الخيام في المتنزهات مجانا لزوار المدن أو لعابري الطريق ممن لا يجدون شواغر في الفنادق.

وبالرغم مما يبدو من رتابة العيش في طهران أحيانا، فإن الإيرانيين لا يتوانون في أيام الصيف، عن أخذ قسط من الراحة مساء في عشرات المتنزهات المنتشرة في العاصمة. وهي منتزهات فائقة الجمال، كثيرة الخضرة، منها الكبير مثل "جمشيدية" و"ملّت" التي تضم في جنباتها برك مياه اصطناعية، مطاعم، مقاه وملاعب للأطفال وللكبار. ومنها الصغير، وهي حدائق محدودة المساحة تقع وسط أحياء سكنية، تتوفر فيها مياه الشرب ودورات المياه، وحتى الأدوات الرياضية لمن يحب التريض مساء أو صباحا. فليس غريبا أن ترى عائلة بأكملها تسير في الشارع في طريقها إلى الحديقة المجاورة للحي، وهي تحمل صرر الطعام الذي عادة ما يكون أرزا باللحم يقدم مع اللبن أو "الماست" كما يسميه الإيرانيون. وليس غريبا أيضا، أن ترى رجلا يقود دراجة نارية يضع أمامه ابنه وخلفه ابنته وزوجته التي تحمل صندوق الطعام و"النشابة" وهي الاسم الإيراني للكولا. كما أنه ليس غريبا أن ترى عائلات بأكملها تستقل الحافلات العامة لتذهب إلى أحد المتنزهات الواقعة في جبال طهران. بعضها يأخذ طعامه معه، إما مطبوخا أو على شكل "سندويشات"، وآخرون يأخذون اللحم للشواء من دون أن يقلقوا بشأن منقل الفحم أو"البسط" أو "الشراشف" للجلوس، فإدارة المتنزهات توفر كل ذلك مجانا. وليس غريبا أن تدخل إحدى دور السينما المنتشرة في العاصمة الإيرانية لتجدها مزدحمة عن بكرة أبيها بعائلات كاملة حتى الأطفال والرضع. الطريف أنهم يحرصون على تناول عشائهم أثناء مشاهدتهم للفلم. فهم يحضرون شطائر "الكلباص" وهي قطع لحم تشبه المرتديلا، والشاي الإيراني "الثقيل" المعطر، وبعض السكاكر أو "شريني" للأولاد.

وبالرغم من أن طهران "تنام" عند منتصف الليل تقريبا، بحيث لا تجد هذا الوقت مقهى أو دكانا، إلا أن هذا لا يمنع بضعة شبان وشابات من السهر في منتزه جمشيدية شمال العاصمة الإيرانية. بعضهم يحضر معه "الطبلة" أو "الغيتار" وينشدون الأغاني الإيرانية القديمة والحديثة حتى ساعات الفجر الأولى.

**

"كانون أول":

بداية صيف

الجنوبيين!

بالحسابات الفلكية، يبدأ الصيف في نصف الكرة الشمالي في 21 حزيران من كل عام، فيما يعرف بالانقلاب الصيفي، والذي يستمر حتى الاعتدال الخريفي في 21 أيلول. ومن هنا أتى المثلان الشعبيان "حزيران شهر البسط والكيف، أوله ربيع وآخره صيف." و"أيلول طرفه مبلول".

إلا أن تحديد موسم الصيف كحالة اجتماعية تتميز بالعطل والإجازات والرحلات كثيرا ما تخضع للثقافة السائدة في كل بلد. فمثلا في بريطانيا يبدأ الصيف في منتصف أيار ويستمر حتى منتصف آب. وفي إيرلندا، يبدأ في الأول من أيار وينتهي في 31 تموز. أما في جنوب آسيا وجنوب شرقها فيبدأ من آذار ويستمر حتى أوائل أيار. في الولايات المتحدة يبدأ موسم الصيف في العادة في آخر يوم اثنين من أيار وينتهي في أول يوم اثنين من أيلول.

أما في نصف الكرة الجنوبي، وكذلك أستراليا، فيبدأ صيفها في 21 كانون الأول وينتهي في 21 آذار.

شرقا وغربا.. الاصطياف حق للفقراء أيضا
 
17-Jul-2008
 
العدد 35