العدد 34 - حتى باب الدار
 

هي صيغة أخرى مقلوبة شكلاً للعبارة الشهيرة "يا ما تحت السواهي دواهي"..

رغــــم أن العبارتيــــن تبدوان متشابهتين في المضمـــــون والمعنى، لكن هناك اختلاف. ففي العبارة التقليدية يكون التركيز على "الســــواهي"، فأنــــت لا تستخدم العبارة الا عندما تصادف "ساهية" وتشك أن تحتها "داهية".

في واقع الأمر كثيراً ما يحدث أن شخصية "الداهية" تكون مكتسبة جديدة، فيما تختفي خلفها شخصية "ساهية" دفينة أكثر عمقاً، لكن الداهية يحرص على عدم إظهارها، لأن لقب داهية أعلى قيمة من لقب "ساهية"، فالأول داهية "ملعون حرسي" بينما الثاني "ساهي لاهي" تمر المياه تحته دون أن يعلم.

**

بوق شرعي

سعي الحكومة لأن يكون لديها إعلام يخدمها ويدافع عن سياساتها يصطدم على الدوام بعقبة الاتهام بأنها تبحث عن «بوق حكومي»، لكن تعالوا نناقش الأمر بشيء من الهدوء. فالأبواق ليست مدانة بالمطلق، والبوق أداة موسيقية جميلة، وهناك موسيقى غربية هي موسيقى الجاز وهي موسيقى أبواق فقط، ولها عشاق مختصون يعيبون على من لا يشاركهم عشقهم ذاك تخلفه الموسيقي.

المهم هنا التأكيد على أن تسمية بوق لوحدها ليست شتيمة..

تحاول الحكومات أن تقيم لها إعلامها الخاص، فهي تسيطر على التلفزيون والاذاعة ووكالة الأنباء الرسمية ولها حصص في كثير من الصحف وسيطرة فعلية على أداء هذه الصحف، لكنها تصر على أن ذلك «إعلام دولة» لا إعلام حكومة، وهي تأمل أن ذلك سيكون كافياً لنفي تهمة «البوق».

تصبح كلمة بوق شتيمة عندما لا يفصح المتهم بها عن مهمته ويحاول التمويه عليها، فلا أحد –على سبيل المثال- يتهم صحيفة حزب ما بأنها بوق لذلك الحزب، ببساطة لأنها تعلن انها تنطق باسم هذا الحزب وتدافع عن سياساته، وتكون مثل تلك التهمة في هذه الحالة سخيفة، لأن الصحيفة المعنية لا تخفي أن مهمتها تشبه مهمة البوق الذي اتفقنا قبل قليل أنه غير مدان بشكل مطلق.

بمقدور الحكومة أن تتخذ لها بوقاً شرعياً محترماً بشرط أن لا يخفي هويته، وعلى الأغلب فإنه سيجد له مكاناً طبيعياً بين باقي الأبواق الزميلة.

**

صحف بيضاء.. بصفارين!

يا ما فوق الدواهي سواهي
 
10-Jul-2008
 
العدد 34