العدد 6 - أردني
 

كم يستغرق انتخاب أعضاء كل واحدة من اللجان الدائمة في مجلس النواب الأردني، إذا لم يتم ذلك بالتزكية؟ وقت طويل لا يقل عن ساعة. هذا رغم أن رئاسة المجلس وفرت قسائم انتخاب مطبوع عليها أسماء المرشحين كافة لعضوية كل لجنة، وما على النائب أو النائبة عند الاقتراع سوى أن يضع إشارة أمام كل اسم يختاره. لكن الذي يستهلك القسم الأكبر من الوقت هو من ناحية، المناداة على كل اسم وتسليمه قسيمة الاقتراع، ثم فرز الأصوات واستخراج النتائج من ناحية أخرى.

علينا أن نعترف أن هذه الطريقة البدائية في الاقتراع لم تعد لائقة لمجلس النواب ما دام أن هناك امكانية لاعتماد طريقة اقتراع إلكترونية لا تتطلب أكثر من 5 دقائق لانتخاب أعضاء أي لجنة من اللجان. وفي هذه الحالة، يكون المجلس قد جنّب أعضاءه الإحراجات الناجمة عن لجوء بعض النواب إلى الانسحاب حتى يتم تشكيل اللجنة بالتزكية، وتجنب هدر الوقت في عملية الاقتراع الرتيبة.

الاقتراع الإلكتروني مهم أيضاَ لدى التصويت على مشاريع القوانين. فبدل عد الأيدي المرفوعة في كل مرة يقتضي الأمر فيها التصويت، يكفي أن يكبس النائب أو النائبة على زر أو يقوم بعمل نقرة على جهاز كمبيوتر حسب البرنامج المعتمد حتى تكون عملية التصويت قد أنجزت.

وما لا يقل أهمية عن ذلك هو أن عملية التصويت الإلكترونية تسمح باستخراج كشف يبين أسماء النواب الذين صوتوا على مادة معيّنة أو قانون معين بينما يتعذر ذلك في الوضع الراهن. ومن حق الشعب الذين يجلس هؤلاء النواب تحت القبة لتمثيله أن يعرف مواقف نوابه من مختلف القضايا والقوانين. ورغم أن الصحافة ووكالة الأنباء تبذل ما في وسعها لتغطية هذا الجانب المهم من الأداء النيابي، إلا أن الشفافية الحقــة غير ممكنة بدون استـخدام جريء للتكنولوجيا.

متى يستخدم البرلمان التكنولوجيا في خدمة الشفافية ؟ - حسين أبو رمان
 
13-Dec-2007
 
العدد 6