العدد 32 - أردني
 

نور العمد

لم يكن محمد، خريج قسم العلوم المالية والمصرفية في جامعة آل البيت، يتوقع أن تكون أبواب العمل في المملكة العربية السعودية موصدة أمامه. لذا فقد فوجىء حين عرف أن السعودية لا تعترف بخريجيها ، كما أن كثيرا من الشركات السعودية لا تقبل طلبات يتقدمون بها..

محمد، لم يتمكن من الحصول على فرصة عمل هناك، رغم حصوله على تقدير جيد جدا "عندما تخرجت من الجامعة أرسلت سيرتي الذاتية لإحدى شركات التوظيف، وبعد مضي شهرين قمت بأول مقابلة عمل في السعودية، وتم الاتفاق مع اللجنة المشرفة ووقعت عقدا مبدئيا، بعد ذلك أخبرني المكتب أن السعودية لا تقبل طلبة من جامعة آل البيت".

محمد قصد مكتبا آخر للتوظيف، ليكتشف أن السلطات هناك "لا تعطي تأشيرات لخريجي آل البيت." كما قال له موظف في المكتب. قصد محمد السفارة السعودية في عمان للحصول على رد عن سبب رفض منح تأشيرات لخريجي جامعة آل البيت، وهي جامعة معتمدة أردنيا وعربيا، لكنه لم يتلق جواباً شافياً.

. طالب من خريجي جامعة آل البيت فضل عدم ذكر اسمه، قال إنه عندما بدأ البحث عن فرصة عمل في الخارج، وبعد البحث المضني وافقت إحدى الشركات العاملة في السعودية على توظيفه: "مؤهلاتي كانت تتوافق مع متطلبات الشركة حيث أن تخصصي، CIS، من التخصصات النادرة في الأردن وفي الوطن العربي، وما أعمل عليه هو برنامج Power Builder Programming، وقد وافقت الشركة عل عملي وأجريت المقابلة معهم من خلال الهاتف واتفقنا على كل شيء".

بعد ذلك راجع مكتب القنصلية السعودية وهناك رفضوا منحه تأشيرة." ويضيف، "أكتشفت أن العديد من خريجي جامعة آل البيت لم يحصلوا على تأشيرة عمل".

حاولت ے معرفة سبب عدم قبول خريجي جامعة آل البيت في السعودية، وسبب رفض منح تأشيرات سفر لطالبيها من الجامعة، فاتصلت بالملحق الثقافي السعودي في عمان للوقوف على المسألة، لكن أحدا في "الملحقية الثقافية "، وهي الجهة المسؤولة عن تصديق الشهادات الجامعية للطلبة كافة، الراغبين بالعمل في المملكة العربية السعودية، لم يجب عن الاستفسارات.

عدنان البخيت، أول رئيس لجامعة آل البيت، أكد أن الجامعة لم تكن لديها مثل هذه المشكلة في السابق، والدليل على ذلك استقبال الجامعة لطلبة من شمال المملكة العربية السعودية، وتبوك وسكاكة والجوف، بالإضافة إلى عمليات الإشراف المشترك بين الجامعة ومعلمين من مكة والرياض، وكذلك استضافة رؤساء الجامعات السعودية كافة.

بسبب التكتم ورفض الإجابة عن التساؤلات المطروحة حول الموقف من خريجي الجامعة، راجت أقاويل بأن السبب هو اعتقاد جهات في السعودية بأن الجامعة تدرس المذهب الشيعي في مناهجها، وهو ما جعل تلك الجهات تتهم الجامعة بأنها "إيرانية" أو "شيعية".

رئيس جامعة "آل البيت"، نبيل الشواقفة، قال لـ"ے" إن للجانب السعودي إجراءاته وشروطه، معتبراً أن الجامعة كانت خاصة ثم تحولت إلى جامعة حكومية تعمل ضمن قانون الجامعات الرسمية، "هناك تواصل الآن مع الجانب السعودي لحل هذه الإشكالية".

وأضاف الشواقفة أن مناهج التعليم التي تدرس في جامعة آل البيت لا تختلف عما يدرس في جامعة اليرموك والأردنية ومؤتة، "لا بعد سياسياً لهذه الإشكالية".

خليل حجاج، عميد شؤون الطلبة في جامعة آل البيت، يوضح قائلا: "جامعة آل البيت ، من حيث الاسم تحمل اسم الرسول الكريم الذي تنتمي إليه الأسرة الهاشمية".

ويؤكد أن " الجامعة أسسها الملك الحسين بن طلال رحمه الله، على نفقته الخاصة، لتكون موجهة لطلبة شرق آسيا ،، وقال إن الجامعة تدرس جميع الدراسات الفقهية, "يتم الإطلال على المذهب الشيعي مثل بقية المذاهب الأخرى ." يقول حجاج، ويؤكد أن الإشكالية الناجمة عن عدم قبول طلبة آل البيت"تتجه نحو الحل خلال الفترة المقبلة". ويشرح قائلا إن جامعة آل البيت أنشئت العام 1995 بوصفها جامعة خاصة، وفي العام 1997، تم تحويلها إلى جامعة وطنية، مشيرا إلى أن هذا التأخير هو السبب في تأخر الجامعة في الحصول على اعتماد من قبل السعودية، وليس بسبب اسم الجامعة كما يقال. وأوضح حجاج أن "الجامعة بحاجة إلى اعتماد من قبل الجانب السعودي، وحاليا نقوم بإجراء اتصالات معهم لاعتمادها بالشكل المتعارف عليه في وزارات التعليم العالي."

رئيس الوزراء الأسبق، العين عدنان بدران، أوضح أن المملكة العربية السعودية لا تفرق بين الجامعات الأردنية، نافيا أن يكون رفض اعتماد الجامعة على خلفية سياسية أو مذهبية. وأضاف بدران: "الجامعات كافة، معتمدة من قبل وزارة التعليم العالي، وربما كان سبب الرفض هو أن طلبات التوظيف تفوق حاجتها، وفي هذه الحالة لا يجوز ربط ذلك سياسيا أو مذهبيا ، واسمها جامعة آل البيت، جاء تيمنا بالهاشميين، وهذا أمر معروف، فليس هناك أي مذهب أسلامي أو طائفة تعارض هذا الاسم، ولا اعتقد أن السعودية تفرق ضد الطلبة الذين يحملون اسم جامعة آل البيت".

وبيّن بدران أن المساقات الدراسية المدرّسة في جامعة آل البيت هي ذاتها المدرّسة في الجامعات الأردنية.

من المساقات الدينية التي تدرس في جامعة آل البيت (المدخل إلى علوم القرآن والسنة، علوم القران الكريم، العقيدة الإسلامية ومذاهبها، الحديث وعلم الرجال، الثقافة الإسلامية، أساليب البحث ومصادر الدراسات الإسلامية، حاضر العالم الإسلامي، الإسلام والقضايا المعاصرة، المدخل إلى الفقه الإسلامي وأصوله، تنظيم الأسرة والمجتمع).

وزارة التعليم العالي، المعنية بالموضوع مباشرة، لتبعية الجامعة لها والحصول على الاعتماد منها، تحفظت عن الحديث في الموضوع وشدد مصدر فيها للسّجل على أن "هذه المشكلة سوف تجد لها حلا في القريب العاجل."

يذكر أن جامعة آل البيت أنشئت في محافظة المفرق العام 1995، ويدرس فيها أعداد كبيرة من الطلبة الآسيويين والأجانب، وتحديدا المسلمين منهم، بالإضافة إلى الطلبة العرب والأردنيين.

لسعودية لا تعتمد شهادات جامعة آل البيت
 
26-Jun-2008
 
العدد 32