العدد 30 - احتباس حراري
 

كانت مدينة «مصدر» التي أطلقتها حكومة أبو ظبي بوصفها أول مدينة خالية من الكربون في العالم، محط أنظار زوار معرض العقار «سيتي سكيب» في أبو ظبي، الذي اختتمت فعالياته في العاصمة الإماراتية مؤخراً. المعرض شهد إعلان بدء أعمال البناء والتشييد في المدينة التي ستكون خالية من الانبعاثات الكربونية والسيارات والنفايات.

يقول سلطان أحمد الجابر، الرئيس التنفيذي لشركة "أبو ظبي لطاقة المستقبل - مصدر"، وهي الشركة المشرفة على تنفيذ هذا المشروع بميزانية تتجاوز 22 بليون دولار، إن أحد الأهداف الرئيسية لتمويل وتطوير "مدينة مصدر" يتمثل فى "تمويل الكربون"، أي منح الانخفاض المحقق في الانبعاثات الكربونية داخل المدينة قيمةً ماليةً بموجب آلية التنمية النظيفة المنبثقة عن بروتوكول «كيوتو».

وتعتبر الغازات الدفيئة وأهمها ثاني أكسيد الكربون عوامل رئيسية في زيادة خطر الاحتباس الحراري.

إضافة إلى قاطنيها، سوف تسعى "مدينة مصدر" إلى استقطاب الكفاءات وتشجيع التعاون بين الخبراء في قطاعات عديدة تشمل الطاقة المتجددة، والمواصلات المستدامة، وإدارة النفايات، والمحافظة على المياه ومعالجة المياه العادمة، والإنشاءات والمبانى الخضراء، والمواد الصناعية الصديقة للبيئة، والتدوير، والتنوع الإحيائي، والتغير المناخي، وتمويل المشاريع الخضراء.

وستحرص المدينة على استثمار مزايا التقنيات المستدامة، مثل: الألواح الكهروضوئية، والطاقة الشمسية المركزة، إلى أقصى حد ممكن من خلال أسلوب متكامل للتخطيط والتصميم.

القائمون على المشروع، يرون أن "مدينة مصدر" ستحقق وفراً تتجاوز قيمته 2 بليون دولار من النفط على مدى 25 عاماً، بحسب الأسعار السائدة حالياً للنفط والغاز، كما ستوفر ما يزيد على 70 ألف فرصة عمل، وتسهم بأكثر من 2 فى المئة سنوياً من إجمالي الناتج المحلى السنوي لإمارة أبو ظبي.

ويؤكد خبراء التطوير العقاري أن العقارات "صديقة البيئة" ستشهد اقبالاً منقطع النظير في المستقبل مما يدل على ان مشروع مصدر متميز من الناحية الاستثمارية أيضاً.

ويتوقع القائمون على المشروع أيضاً، أن تشهد المدينة "مستويات غير مسبوقة في انخفاض الطلب على العديد من الاحتياجات، بما في ذلك الطاقة، والمياه، ومكبات النفايات».

وبحسب بيان للمدينة على الموقع الإلكتروني www.masdaruae.com، فإن المدينة ستحقق انخفاضاً نسبته 75 بالمئة في احتياجات الطاقة الكهربائية، وستحتاج "مصدر" إلى نحو 200 ميغا واط من الطاقة النظيفة، مقابل أكثر من 800 ميغا واط بالنسبة لمدينة تقليدية ذات الحجم نفسه.

كما سيتم انخفاض استهلاك المياه بأكثر من النصف، إذ ستحتاج المدينة إلى نحو 8000 متر مكعب من مياه التحلية يومياً، مقارنةً بأكثر من 20.000 متر مكعب يومياً بالنسبة لمدينة تقليدية، إضافة إلى انعدام الحاجة إلى مكبات النفايات، حيث تحتاج مدينة تقليدية بهذا الحجم إلى مكبات مساحتها ملايين الأمتار المربعة، في حين أن "مدينة مصدر" لن تحتاج عملياً إلى مكبات.

ومن المتوقع أن يتم إنجاز المدينة، التى ستشيد على مساحة 56 كيلومتراً مربعاً، في العام 2016، وذلك في إطار خطة "أبو ظبي 2030»، وستكون «مدينة مصدر»، التي ستحتضن 1500 شركة و50 ألف نسمة، مقراً لكبريات الشركات العالمية، وأبرز خبراء الطاقة المتجددة والتنمية المستدامة.

وسيتم تخصيص 30 فى المئة من مساحة "مدينة مصدر" للسكن، و24 فى المئة لمنطقة الأعمال والأبحاث، و13 فى المئة للمشاريع التجارية، بما فيها الصناعات الخفيفة، و6 فى المئة لـ "معهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا"، و19 فى المئة للخدمات والمواصلات، و8 فى المئة للفعاليات المدنية والثقافية.

وسيتم تطوير "مدينة مصدر" على سبع مراحل، تتضمن الخطوة الأولى منها بناء "معهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا"، ليكون أول مؤسسة أكاديمية متخصصة فى دراسات الطاقة المتجددة والمستدامة على مستوى العالم.

ويجرى تطوير "معهد مصدر" المزمع افتتاحه في العام 2009، بالتعاون مع "معهد ماساتشوسيتس للتكنولوجيا". وسيركز "معهد مصدر"، أساتذةً وطلاباً، على تطوير الجيل التالي من الحلول التقنية في مجال الطاقة المتجددة والتنمية المستدامة.

وتعد "مدينة مصدر" إحدى أبرز مشاريع برنامج "الحياة على كوكب واحد» «One Planet Living»، وهي مبادرة عالمية أطلقها "الصندوق العالمي لصون البيئة».

ويهدف البرنامج إلى إثبات أن في الإمكان الارتقاء بجودة حياة البشر والحفاظ على سلامة الطبيعة في آن معاً.

“مصدر”.. أول مدينة “خضراء” في العالم العربي
 
12-Jun-2008
 
العدد 30