العدد 30 - أردني
 

رحل سليمان الموسى التاسع من حزيران الجاري، في عمّان، حيث استقر فيها قرابة ستين عاما.

الموسى شق طريقه في الأردن بصعوبة بالغة، حتى أن كتابه الأول وضع عيه اسم منيب الماضي في الوقت الذي لم يكتب الماضي حرفا واحدا في الكتاب. عزاء الموسى أنه قبل وفاته بعدة سنوات حظي بتكريم كبير أسعده على الرغم من أنه جاء متأخرا.

عُني الفقيد الموسى بالبحث في تاريخ الأردن والثورة العربية الكبرى والحركة العربية (القومية) وأفرد لهذه لموضوعات عدداً من مؤلفاته الهامة ، بما جعل من إسهاماته مرجعا أساسيا لا غنى عنه للباحثين والمهتمين.

وفي إطار تأريخه للثورة العربية الكبرى تحول الموسى إلى مرجع معترف به عالميا، بما يتعلق بدور لورنس العرب في تلك الثورة.

وأصدر الموسى سيرة ذاتية بعنوان "ثمانون" وسيراً سياسية عن راحلين بارزين :الشريف الحسين بن علي ، سليمان النابلسي ، وصفي التل وهزاع المجالي .

وعرفت الصحف المحلية الموسى كاتباً مواظباً ومتميزاً على صفحاتها في شؤون التاريخ والسياسة والثقافة والقضايا العامة .

انفرد سليمان الموسى ولعدة عقود في كتابة وتوثيق تاريخ الأردن بشكل سردي اعتبره بعض الأكاديميين ومثقفي الأحزاب والقوى السياسية المناوئة للنظام الهاشمي آنذاك مفتقرا إلى المنهج العلمي، واتهمت كتاباته بأنها مؤدلجة. ورغم أن الفقيد لم ينتم الى أي مدرسة من مدارس كتابة التاريخ، فإنه تمتع، في بنظر منتقديه حينذاك، بقدرة هائلة على التقصي والتوثيق، وكان ينفق الساعات الطوال يدقق في المصادر الأولية، وقد شكل كتابه "الأردن في القرن العشرين" دراسة شاملة غير مسبوقة في موضوعها. وقد ظل الموسى وحيدا تقريباً في انصرافه وتركيزه على تأريخ مسيرة الدولة الأردنية ونظامها السياسي ، وتعرض لحملة من أوساط مثقفين واكاديميين في "الجهة الاخرى" .

في اواخر حياته حظي الموسى باعتراف وتزكية لجهوده ، وأخذ "الآخرون" يقتربون من خلاصاته التي توصل اليها في اعتراف بمهنيته مما كان مصدرا من مصادر سعادته قبل وفاته.

الموسى من مواليد العام 1919 في قرية الرفيد شمال اربد. عاش سنوات من حياته في مدينة يافا الفلسطينية، ورحل عنها عام 1948. وقد عمل في بدء حياته المهنية في التدريس، ثم تولى مناصب في وزارتي الإعلام والثقافة ، ولم تثنه وظائفه عن التأليف الغزير. كما تقلد الفقيد أوسمة وجوائز رفيعة منها: وسام الاستقلال ووسام الحسين للعطاء المتميز، وجائزة الملك عبد الله الأول لبحوث الحضارة الإسلامية.

للفقيد ستة أبناء وبنات: عصام وعبلة ويوسف ومروان وأمل وسهيل.

غياب سليمان الموسى مؤرخ الدولة الأردنية والثورة العربية
 
12-Jun-2008
 
العدد 30