العدد 29 - أردني
 

السجل – خاص

وضعية وزاوية تصوير كاميرا التلفزيون الاردني لحفل الاستقبال الذي أقيم بمناسبة ذكرى الاستقلال، التي أظهرت رئيس الديوان الملكي، باسم عوض الله، متقدماً على رئيس الوزراء، نادر الذهبي كانت مثار نقاش أعقب الحفل وتواصل لأيام أخر.

الحفل دعيّ له رجال دولة، ونواب، وأعيان، ونقابات، وأحزاب، واقتصاديون، وأكاديميون وغيرهم، ودارت فيه أحاديث شتى حول السياسة والاقتصاد، إلا أن زاوية التقاط كاميرا التلفزيون طغت على ما عداها.

ساسة وكُتّاب أطلقوا على ما تبع الحفل «معركة صور الاستقلال» وتناولت القضية مواقع إلكترونية محلية وعربية مهاجرة، فضلاً عن كُتّاب تطرقوا إليها منهم جميل النمري في «الغد» وفهد الخيطان في «العرب اليوم» .

حملت القضية على غير محمل وفسرت عبر أكثر من طريقة، فالبعض رأى أن وضعية الكاميرا متعمدة وتحمل مغازي شتى وآخرون حملوا دائرة الإعلام المعنية بتنظيم الحفل المسؤولية المباشرة، فيما اعتبرت من قبل البعض أمراً عابراً لا يحمل أية مدولات أو اشارات.

التلفزيون بث الحفل بعد نصف ساعة، فأغفل الجزء الأول منه والذي تضمن تلاوة القرآن الكريم، وقصيدة الشاعر حيدر محمود، وفي هذا قال مصدر مطلع يعمل في التلفزيون أن الشريط الجزء الأول اختفى، وهو ما نفاه مدير عام عام مؤسسة الإذاعة والتلفزيون بالوكالة جرير مرقة.

وفيما تؤكد شخصية إعلامية تعمل في التلفزيون فقدان الشريط عند البث الأول للحفل وتم تلافي الأمر عند بث الخبر في نشرة أخبار الثامنة حيث تم بث الحفل كاملاً، ينفي المدير العام بالوكالة ذلك، ويؤكد عدم فتح تحقيق سواء في «إشاعة ضياع الشريط» أو «وضعية الكاميرا التي أخذت منها صور حفل الاستقبال»، ويستغرب الحملة التي وصفها «بالمنظمة» التي يتعرض لها التلفزيون ووصفها بالمنظمة، قائلاً :«بين فترة وأخرى نقوم بالتشييك على الكاميرات ودراسة إن كان هناك خلل ما لمعالجته (....) أما أن يتم تحميل القضية أكثر من هذا البعد فهذا أمر غير جائز».

ولدى سؤاله عن قضية «صور الاستقلال» قال مرقة «لا توجد قضية أو تحقيق في الموضوع ، بعض الكتاب حملوا القضية أكثر مما تحتمل وفسروها بغير مقاصدها.

النائب ناريمان الروسان أظهرت امتعاضاً من إبراز صور لها، وهي تصافح رئيس الديوان الملكي باسم عوض الله وإغفال سلامها على الملك. اتصلت بوزير الدولة لشؤون الإعلام والاتصال ناصر جودة محتجة. تقول الروسان إن جودة وعدها بمتابعة الموضوع ومعاودة الاتصال بها، ولم يعد حتى «الآن» للاتصال.

الروسان سبق لها أن حملت بشدة على رئيس الديوان الملكي على خلفية قضية بيع أراض في منطقة عمان الغربية.

النائب ذاتها أرسلت سؤالاً إلى الحكومة حول الموضوع مطالبة توضيح الأسباب التي أدت إلى ذلك ،وتوضيح مدى تعمد إظهار رئيس الديوان متقدما على رئيس الوزراء على شاشة التلفزيون. يؤكد مرقة عدم وصول أي سؤال نيابي له حول الموضوع، ويرفض في الوقت ذاته اعتبار أن مسالة الصور «مقصودة».

تناول القضية كاتبان في صحيفتين يوميتين ومواقع إخبارية إلكترونية، فكتب جميل النمري حولها في يومية «الغد» قائلاً « .. قبل يومين أضيفت الصور على الكلمات في هذه الحرب الغامضة. من أية زاوية التقطت الكاميرا رئيس الوزراء ورئيس الديوان في حفل الاستقبال بمناسبة عيد الاستقلال وأين كان تركيزها؟ وعلى طريقة الإعلام الشمولي فكل سكنة أو حركة محسوبة بمقدار وبتوجيه مركزي، حتّى قيل إن لجنة تحقيق تشكلت لهذا الأمر، وقد انبنى على ذلك المشهد تحليل قوي يقول إنها رسالة دعم وتأكيد لبقاء رئيس الديوان، لكن تحليلا آخر قرأ بها احتفاء وداعيا، ولم لا؟ فكل موقف حمّال أوجه وقراءة الرسالة المحتملة تخمين في تخمين».

أما فهد الخيطان وهو من مناوئي عوض الله ، فكتب في «العرب اليوم» تحت عنوان "خيمة زهران".. الذهبي وعوض الله كما لو كانا معا» « ... وما كان لافتا في المشهد ليس للضيوف فحسب وانما لمشاهدي التلفزيون الاردني وضعية كاميرا التصوير التي اظهرت عوض الله على واجهة الصورة بينما الذهبي في خلفية المشهد لا يكاد يظهر خلف صف من الضيوف. الحاضرون من سياسيين واعلاميين بادروا على الفور بوضع خلفية سياسية للمشهد ،واعتبروا ما جرى مقصودا بحد ذاته».

وجود مدير الأخبار فراس المجالي في ماليزيا في مهمة عمل ،وضياع الشريط خلال فترة الحفل وغياب التنسيق وعدم المتابعة أوالتشييك المسبق من قبل التلفزيون أظهرا ضعفا في إدارة الحدث، وساهم في تغذية الشائعات وازديادها في المملكة.

حدود الجدية في “معركة صور الاستقلال”
 
05-Jun-2008
 
العدد 29