العدد 5 - اقليمي
 

دعا رئيس الوزراء العراقي السابق إياد علاوي الى محاسبة الذين اساءوا إلى الشعب العراقي في الماضي والحاضر وتعويض المتضررين.

وكشف علاوي في حوار مع “السِّجل” أجري في عمان، أنه جمع بعثيين ومقاومين مع الولايات المتحدة، بهدف حقن الدماء وإعداد الأجواء الصحيحة لمصالحة وطنية حقيقية، ونفى في الآن نفسه، ارتباطه بأية علاقة مع حزب البعث.

وقال زعيم حركة الوفاق الوطني والقائمة العراقية الوطنية «كتلة برلمانية تضم 25 نائباً»، إن نوري المالكي خذل من أوصله الى السلطة، ويتكيء الآن على دعم الولايات المتحدة وبعض الأطراف الإقليمية غير العربية.مشيراً الى أن الوفاق والعراقية معارضتان للمسلك السياسي الحكومي «الذي لا يخدم التوازن في العملية السياسية».

ويعزو الهجوم الذي شنته عليه حكومة الائتلاف الى رغبتها في «تصفية المشروع الوطني العراقي وإجهاض أي تحرك بهذا الاتجاه ولتكريس سياسة المحاصصة الطائفية السياسية» .

وأفاد علاوي بأن المشروع الطائفي السياسي هو الذي أوصل العراق إلى هذه المرحلة فضلاً عن الدفع بهذا الاتجاه من بعض القوى الإقليمية والدولية. لافتاً النظر الى أنه أطلق تحذيراً قبل سنة أوسنتين بأن المحاصصة الطائفية السياسية ستنعكس على الطائفة الواحدة لتعمل على تفتيت الطوائف والعشائر «وهذا للأسف ما يحصل الآن».

وفيما نفى علاوي ما رددته بعض وسائل الإعلام من وجود لوجهات نظر متضاربة داخل حركة الوفاق والقائمة العراقية، أكد أن العراق وسلامته وبناء أمن إقليمي يقوم على قاعدة اقتصادية متينة وليس على قاعدة عسكرية، هي الطريقة الوحيدة لمجابهة التدخلات الخارجية.

تغيير قانون اجتثاث البعث هل كان مُرضياً لكم؟

كلا ونحن غير مهتمين بالتغيير(القانون) نحن مع توفير أجواء المصالحة الحقيقية، وذلك بإلغاء القانون، وتخويل القضاء (بعد تعديل القضاء وتحقيق استقلاليته) صلاحيات النظر بكل التهم الموجهة ضد أي من المقصرين، وإنزال أقصى العقوبات وحسب القوانين بمن أساء استخدام السلطة، وتعويض كل المتضررين، وهذا ينطبق على السابق واللاحق.

يتهمونكم بإقامة علاقات مع بعثيين، ويأخذون عليكم إقامة علاقات واسعة مع أطراف خارجية.. فما الهدف من ذلك؟

لا أقيم علاقات مع أطراف خارجية، علاقاتي واضحة مع الدول العربية والإسلامية أولاً ومع دول العالم، ثانياً. وهذا شأن طبيعي، وليس لي علاقة مع البعث، لكن جمعت بعثيين ومقاومين مع الولايات المتحدة، بهدف حقن الدماء، وإعداد الأجواء الصحيحة، والمناخ المناسب لمصالحة وطنية حقيقية، وبالتواصل مع الجامعة العربية، والأمم المتحدة، والولايات المتحدة، كما وضعت دولاً مهمة في مجلس الأمن بالصورة طالباً دعم الكل للعراق لكي تقوم مصالحة وطنية حقيقية، ويتحقق الأمن والاستقرار، وتحقن الدماء، إن كانت هذه تهمة فلي الشرف أن أكون متهماً بها.

من يحمل حكومة المالكي.. هل هي الائتلافات الداخلية أم الضوء الأخضر الأميركي؟

خذل المالكي من أوصله إلى السلطة من الائتلاف الموحد (الفضيلة والصدريين وبعض المستقلين وبعض من رفاقه في حزب الدعوة) واعتمد على دعم الولايات المتحدة وبعض الأطراف الإقليمية غير العربية.

الهجوم والاتهامات التي أطلقتها الحكومة وأطراف مقربة منها لكم.. ما أسبابها الحقيقية؟

أسبابها وأهدافها تصفية المشروع الوطني العراقي، وإجهاض أي تحرك بهذا الاتجاه ولتكريس سياسة المحاصصة الطائفية السياسية، ولتوسيع دور الميليشيات داخل وخارج ما هو موجود من مؤسسات. لهذا نشهد الآن تكوين أجهزة أمنية واستخبارية جديدة حتى خارج قرارات مجلس النواب كما نشهد تشكيل وحدات جديدة من ميليشيات للأسف بغطاء رسمي.

كيف تصف علاقتكم بالتيار الصدري؟

مع بعضهم جيدة وتتطور، وهناك مشتركات لا بأس بها يمكن تطويرها، ونحن نسعى لهذا الأمر مع كل الأطراف العراقية، فالتيار الصدري فيه عناصر وطنية عراقية مخلصة عديدة، ونحن نسعى لتقويتها، وتقوية شعورها الوطني والعربي.

ومثلها علاقتكم بجبهة التوافق والديمقراطيين المستقلين كـ«عدنان الباججي»؟

مع جبهة التوافق جيدة جداً، وعدنان الباججي عضو مهم في القائمة العراقية الوطنية التي أترأسها.

هل تشكلون معارضة جديدة لما هو قائم في بغداد؟

نحن معارضون بالتأكيد للمسلك السياسي الحكومي والذي لا يخدم التوازن في العملية السياسية، ولهذا انسحبنا من مجلس الوزراء.

كنت على وشك الاعلان قبل شهرين، وفق توقعات وسائل الإعلام، عن الانسحاب من الحكومة، هل كان هناك قرار بهذا الشأن. نرجو توضيح هذه النقطة؟

نعم انسحبنا.

المصالحة لم تحدث لغاية الآن، والملاحظ أن هناك انقسامات داخل السُنّة والشيعة.. كيف يمكن الحد من هذه الانقسامات والتشظي الحاصل؟

المشروع الطائفي السياسي هو الذي أوصلنا إلى هذه المرحلة، كذلك الدفع بهذا الاتجاه من بعض القوى الإقليمية والدولية، وأنا حذرت قبل سنة وسنتين وأكثر من أن المحاصصة الطائفية السياسية ستنعكس على الطائفة الواحدة لتعمل على تفتيت الطوائف والعشائر، وهذا للأسف ما يحصل الآن. الحل الوحيد هو بانتصار المشروع الوطني العراقي الذي يؤمن بعراق لكل العراقيين، ويؤمن بهوية العراق العربية والإسلامية مع الاحترام الكامل والالتزام بالحقوق المقرة للإخوة الكرد كشركاء في الوطن العراقي، كذلك بإقرار كامل الحقوق والإرادة لكل العراقيين بغض النظر عن المذهب والدين والعرق واللون السياسي. المشروع الوطني الذي يؤمن بالدولة ومؤسساتها القوية والعصرية.

المصالحة لم تحصل ولن تحصل ضمن توجهات الحكومة الحالية، المشكلة انتقلت من اعتبار البعثيين والجيش السابق وقوى الأمن الداخلي والمثلث السني والعشائر الشيعية العربية أعداء ويجب اجتثاثهم، الى العداء مع الصدريين والفضيلة والعراقية والحوار والتوافق وغيرهم من داخل المشاركين في العملية السياسية، وأدت إلى التشظي المحزن الذي يحصل في العراق الآن.

التدخلات الخارجية في العراق.. كيف تصنفها، وكيف يمكن التصدي لها؟

بوجود كيان لدولة قوية ذات مؤسسات وطنية صلبة، وبتبني سياسة خارجية واضحة مسالمة وحازمة، وبدعم من دول المنطقة والأمم المتحدة. وبسلامة العراق وبناء أمن إقليمي يقوم على قاعدة اقتصادية متينة وليس على قاعدة عسكرية.

ثمة انطباع، تروج له بعض وسائل الإعلام، حول حدوث تعدد في وجهات النظر داخل القائمة العراقية وحركة الوفاق.. كيف هو الحال؟

هذا القول غير صحيح وغير واقعي وغير حقيــــقي، وربما يكون الانطباع الذي تتحدثــون عنه هو خروج شخصين أو ثلاثـــة عن القائمة لأسباب نجهلها لم يعلن عنــــها،ولـــم يعـــبر المنسحبون عن نواياهم في اجتماعات القائمة، وإنما سمعنا بذلك من الإعلام، وقد أكد الإخوة الذين انسحبوا من القائمة عن التزامهم ببرنامج القائمة الوطني وما إلى ذلك مما يدل على عدم وجود أسباب موضوعية، وربما يؤكد ذلك أن أسباب الانسحاب هي أسباب شخصية.

إياد علاوي: شرف لي أن اتهم بإقامة علاقات لحقن الدماء العراقيين – خالد أبو الخير
 
06-Dec-2007
 
العدد 5