العدد 29 - أردني
 

خالد أبو الخير

يستعر الجدل مع دخول فصل الصيف بشأن إلغاء مهرجانات "جرش والفحيص وشبيب" واستبدالها بمهرجان الأردن بفلسفة مختلفة.

العين ليلى شرف، المديرة السابقة لمهرجان جرش، اعتبرت إقدام الحكومة على إلغاء مهرجان جرش خطوة "غير دستورية"، على اعتبار أن المهرجان تأسس بناء على "رسالة ملكية"، وبالتالي لا يحق لمجلس الوزراء اتخاذ قرار من هذا النوع، بحسب تصريحات أدلت بها لجريدة «الغد».

يتفق مدير المهرجان على مدى 14 عاماً، أكرم مصاروة، مع رأي شرف، في عدم دستورية القرار الذي اعتبره "مؤسفاً". يقول: "مهرجان جرش مؤسسة أهلية تابعة لمؤسسة نور الحسين، وبالتالي لا يصح إلغاؤه بقرار حكومي".

مصاروة الذي لا يعرف مبررات إلغاء مهرجان جرش يقر أن المهرجان عانى من مشكلات عديدة كان يمكن أن تعالج، لكنه يميل إلى الرأي القائل بالتريث لرؤية ما سيتمخض عنه المهرجان الجديد"، رغم أنه يبدي استغرابه لتسميته بـ "مهرجان الأردن"، "فليس في العالم كله مهرجان يحمل اسم بلد!".

مهرجان الأردن، بحسب وزيرة الثقافة نانسي باكير، مظلة تنضوي تحتها مختلف المهرجانات التي كانت تقام في المملكة، بغية إعادة النظر بشكل شامل بفلسفة هذه المهرجانات. وسيقام المهرجان الجديد في العديد من المدن بدل أن يقتصر على مدن معينة.

وبرز في هذا السجال تصريح لافت لوزيرة السياحة مها الخطيب، أكدت فيه أن "مهرجان جرش لم يتعرض للاغتيال، كما قال بعض المتباكين عليه، لكن الأمر بحاجة إلى إعادة تقييم وهذا ما نسعى له من خلال مهرجاننا الجديد".

وطال الإلغاء ثلاثة مهرجانات رئيسية هي: جرش، والفحيص، وشبيب. بسبب التراجع الحاد في إقبال الجماهير عليه، والذي شهدته السنوات الأخيرة.

وهناك مهرجانات أخرى ثانوية، ذات طبيعة ثقافية أكثر منها فنية مثل: مهرجان الأزرق، ومهرجان مؤتة، وتستضيف كبار الشعراء المحليين والعرب.

وأثار قرار رئاسة الوزراء القاضي بإلغاء مهرجان جرش الثقافي واستبداله بمهرجان "الأردن"، حفيظة مثقفين رأوا أن القرار ضرب عرض الحائط بربع قرن من الثقافة والإبداع.

وجاء أقسى هجوم من نقيب الفنانين المخرج شاهر الحديد الذي اعتبر "أن إلغاء مهرجان جرش بمثابة مصيبة حلت على الوطن" .

مهرجان جرش

انطلق مهرجان جرش للثقافة والفنون العام 1981 بمبادرة من الملكة نور الحسين رئيسة اللجنة الوطنية العليا للمهرجان.

عرف المهرجان مواسم ناجحة في سنوات الثمانينيات والتسعينيات، لكنه شهد تراجعاً في الألفية الثالثة، وأصبح عبئاً مالياً نتيجة لفشل العديد من الحفلات التي أقامها لنجوم كبار تقاضوا أجورهم كاملة، فيما لم تبع من تذاكر حفلاتهم سوى أعداد متواضعة.

مهرجان الفحيص

أقيم مهرجان الفحيص الأول العام 1990، وأصاب في عقد التسعينيات عدة مواسم ناجحة، لكنه بدأ في التراجع مطلع الألفية الجديدة وتفاقمت مصاعبه المالية.

وفي العام 2005 اجترح القائمون عليه حلاً ذكياً يقوم على مبدأ التذكرة الموحدة، ما أسهم في ازدياد عدد الحضور في الجزء الفني من المهرجان الذي احتفى ذلك العام بمدينة الناصرة الفلسطينية، وأعلن مشروع التوأمة بينها وبين مدينة الفحيص.

لكن المهرجان واصل التراجع في السنوات التي تلت، على الرغم من التقدم النسبي الذي أحرزه على صعيد الفعاليات المقدمة فيه والجانب الإداري التنظيمي له.

مهرجان شبيب

على الرغم من البدايات المتواضعة لمهرجان شبيب الذي انطلق في محافظة الزرقاء العام 1995 فإنه حقق بعض النجاحات أسوة بمهرجاني جرش، والفحيص، قبل أن يلاحقه التعثر، ما اضطره أولاً إلى التوقف لفترة قصيرة مطلع الألفية الثالثة ، ليعود أكثر قوة وزخما في العام 2005، ولكن خارج الزرقاء.

وأقيمت فعاليات شبيب لأول مرة في عمان، رغم اعتراض جهات رسمية، وخاصة في الزرقاء، على ذلك الإجراء الذي من شأنه حرمان المدينة الثانية بعد عمان، من حركة سياحية هي بحاجة ماسة إليها كما جاء في حيثيات الاعتراض.

لكن المهرجان عاد ومني كثير من فعالياته بالفشل، وازدادت خسائره المالية.

صعود وانهيار بعض مهرجانات الصيف
 
05-Jun-2008
 
العدد 29