العدد 29 - اعلامي
 

باتت حرية الصحافة في العالم العربي تحت نيران قوى أصولية تعتبر نفسها تمتلك الحقيقة المطلقة ولا يجوز لأحد مناقشتها بما تقول أو تفعل.

فبعد قيام الداعية المصري وجدي غنيم بتحريك دعوى قضائية ضد صحيفة «الأيام» البحرينية، عاد وانتقد بشدة الاتحاد العالمي للصحفيين لوقوفه مع الصحيفة وتوجيه رسالة استنكار إلى المسؤولين في البحرين حول القضية وقضايا أخرى طالت صحفيين وجعلتهم يراجعون المحاكم بانتظام.

وقال الداعية المصري الذي يتهم الصحيفة البحرينية بالتحريض ضده والسخرية منه كداعية إن الاتحاد بدلا من «الحديث عن تهديد الحريات ليتكلم عن احترام الحريات (...) كيف يعتدي علي ويجري تصويري على أنني وحش وإرهابي وعندما أدافع عن حقي ينزعج الاتحاد».

وكان الاتحاد العالمي للصحفيين أعرب في رسائل وجهها الأمين العام إيدن وايت إلى كبار المسؤولين عن قلقه الشديد حول القضايا المرفوعة أمام المحاكم ضد الصحفيين البحرينيين التي تحركها في الأساس مصالح سياسية.

وقال أيدن وايت في رسالته: بالنيابة عن الاتحاد الدولي للصحفيين اكتب إليكم هذه الرسالة لأعبر عن قلق أكثر من 600 ألف صحفي هم أعضاء في الاتحاد تجاه التهديدات التي تتعرض لها حرية الصحافة في البحرين ولأدين تلك التهديدات الموجهة من حركة إسلامية سياسية ضد الصحفيين.

وذكر أن الاتحاد الدولي منزعج للدعاوى التي رفعها غنيم ضد رئيس تحرير الأيام ورئيس جمعية الصحفيين البحرينية عيسى الشايجي والكاتب الصحفي سعيد الحمد، وذلك على خلفية العمود الذي كتبه الحمد في صحيفة الأيام مؤخراً والذي انتقد فيه جماعة الأخوان المسلمين.

عيسى الشايجي رئيس تحرير صحيفة الأيام ورئيس جمعية الصحفيين البحرينية، وصف الدعوى القضائية التي رفعها ضده الداعية الإخواني وجدي غنيم بـ«الكيدية»، وقال إن الداعية المصري استهدف المجتمع البحريني بنشر أفكار «متخلفة ورجعية تدعو للتفرقة».

وهاجمت صحيفة "الأيام" ذات التوجه الليبرالي "غنيم" ودعت إلى طرده من البحرين، لأنه "أساء للعلاقات الأخوية مع الكويت". وقالت إن الداعية المصري "حرض على العنف والتفرقة الطائفية" في بلد يعتنق أكثر من نصف سكانه المذهب الشيعي . وكان غنيم انتقد بشدة في بعض دروسه الشيعة في البحرين.

وغادر «غنيم» البحرين التي استقر فيها لثلاث سنوات في نهاية تشرين الثاني/نوفمبر 2007 بطلب من السلطات البحرينية بعد اتهامه من قبل نواب سلفيين كويتيين بـالإساءة لأمير الكويت الراحل جابر الأحمد الصباح وللشعب الكويتي.

وقال الشايجي إن القضية التي رفعها الداعية «لا تستند إلى أي حجة فنحن انتقدنا وقدمنا أدلة وبراهين على ذلك». وأضاف أن صحيفته ستستمر في محاربة «الرجعية والمتخلفين دون أن يخيفونا فنحن نثق بالقضاء البحريني».

الحرية الصحفية تعترضها قوى أصولية
 
05-Jun-2008
 
العدد 29