العدد 29 - احتباس حراري
 

قرر علماء من واشنطن مؤخرا، أنه يجب العمل على حماية الدب القطبي من خطر الانقراض بسبب ذوبان الجليد في منطقة القطب الشمالي، الناتج عن الاحتباس الحراري. وأكدت وزارة الداخلية الأميركية أنها أدرجت الدب القطبي ضمن الأنواع المهددة بالانقراض، بسبب ذوبان الثلوج في القطب الشمالي.

وأوضح وزير الداخلية الأميركي ديرك كيمبثورن خلال مؤتمر صحفي عقده مؤخرا للإعلان عن هذا القرار، أن هنالك تناقصا ملحوظا في كمية الثلوج في القطب الشمالي، الأمر الذي يهدد الدب القطبي بالانقراض في المستقبل القريب.

وأشار كيمبثورن إلى أن الدراسات العلمية تظهر ذوبان الثلج في البحر المتجمد الشمالي، وتتوقع أن يتسارع هذا التناقص، الأمر الذي سيؤدي إلى اختفاء ثلثي أعداد الدببة القطبية مع حلول منتصف القرن الحالي.

وحددت الوزارة خطة لحماية الدب القطبي، لكنها شددت على أن ذلك لا يعني تغيرا في سياسة الولايات المتحدة تجاه قضية التغير المناخي، أو فرض أي قواعد جديدة على المصانع والنشاطات الاقتصادية الأخرى التي لها علاقة بالمناخ.

وتضاعف عدد الدببة في القطب الشمالي في المنطقة الواقعة بين "ألاسكا" و"غرينلاند" منذ عام 1960 ليصبح نحو 25 ألف دب، لكن من المتوقع أن يتناقص العدد ليصل إلى 10 آلاف خلال العقدين المقبلين.

وتعتبر هذه المرة الأولى التي يتم إدراج حيوان معرض للخطر بسبب تأثيرات الاحتباس الحراري.

وكان كيمبثورن قد اقترح على العلماء قبل 15 شهرا أن يحققوا في أمر الدب القطبي إذا ما كان حقا معرضا لخطر الانقراض، وبينت الدراسات اللاحقة أن الخطر المحدق في منطقة القطب الشمالي هو الذي يعرض حياة الدببة القطبية لخطر الزوال.

أشارت إحصاءات العام 2007 إلى وجود 950 دبا قطبيا فقط مقارنة بالعدد نفسه في خليج ألاسكا العام 1987 الذي كان يقارب 1200 من الدببة القطبية. ويكمن الخطر الرئيسي الذي يواجه الدببة القطبية في التغيرات الجذرية التي تحدث في مناطق تواجدها بسبب انصهار الجليد الناجم عن ظاهرة الاحتباس الحراري.

وهناك خطر آخر يحدق بالدببة القطبية، لكنه لم يلق اهتماما بمستوى ظاهرة الاحتباس الحراري نفسها، ألا وهو التلوث، إذ أشارت دراسات بأن بخار مادة ثنائي الفينيل المتعدد الكلورات المنبعث من المصانع الثقيلة الذي يدخل في عدة صناعات، تؤثر بصورة مباشرة على الغدد الصماء وجهاز المناعة. وتعتبر مادة ثنائي الفينيل المتعدد الكلورات PCBs من المركبات التي تلتصق بالدهون الموجودة في جسم الكائنات الحية، ويؤدي هذا إلى الإجهاض وحالات الوفاة عند الولادة بالإضافة إلى كونها مادة PCB مسببة للسرطان.

الدب القطبي مهدد بالانقراض
 
05-Jun-2008
 
العدد 29