العدد 29 - علوم وتكنولوجيا
 

أصبح الإنترنت ورقة بيضاء يكتب عليها من يشاء ما يشاء. يؤكد باحثون وخبراء أن هذا سلاح ذو حدين، فأفضل ما في الإنترنت هو أنه يقدم الفرصة للجميع "لبث" أفكارهم ومعتقداتهم وأبحاثهم، ولكن هذه الميزة هي أيضا أسوأ ما في الشبكة العنكبوتية التي تجاوزت كل العوائق وجعلت الجميع سواء في حق الاعتقاد والتعبير.

محليا وعالميا، قال خبراء إن على الباحثين عن معلومات على الإنترنت ألا يعتمدوا عليه كمصدر وحيد لهذه المعلومات.

أستاذ العلوم السياسية في جامعة اليرموك محمد المومني، قال إن الإتيان بالمعلومات عن طريق الإنترنت فقط "لا يساوي شيئاً". المومني يدرس طلابه كيفية البحث عن مصادر موثوقة لمعلوماتهم، ولكن الإنترنت يأخذ مساحة ضيقة من ضمن المراجع التي يوصي بها المومني.

يقول: "لا تستطيع الحصول، في معظم الأحيان، على معلومات دقيقة وموثقة من الإنترنت، إلا في حال الرجوع إلى مواقع موثوقة مثل موقع البنك الدولي أو صندوق النقد الدولي."

المومني يضرب مثالا على المعلومات الخاطئة على الشبكة العنكبوتية بموقع "ويكيبيديا" الذي انطلق العام 2001 بوصفه أول موسوعة مجانية على الإنترنت. فهو يرى أن القائمين على هذا المشروع اتصلوا به لتدقيق المعلومات السياسية عن الأردن، "وعندما بحثت عن هذه المعلومات على موقع الموسوعة وجدت أنها مليئة بالأخطاء."

مدير محرك البحث "عربي" عصام بايزيدي يرى أن ثقة الناس بما هو مكتوب في المنطقة العربية أعلى بكثير من المناطق الأخرى، بشكل أصبح فيه الإنترنت في كثير من الأحيان المصدر الوحيد لأبحاث بعض طلبة الجامعات. بايزيدي يفسر ذلك بأنه "لفترة طويلة لم يكن ينشر شيئاً إلا بعد موافقات من العديد من الجهات، لذا فالناس يعتقدون بأن كل ما يكتب صحيح."

يضيف: "منذ 10 سنوات مثلا، لم يكن سهلا على أحد أن يكتب وأن يُقرأ بعد ذلك من قبل المئات أو أكثر. لكن الإنترنت أعطى الفرصة لأي كان أن يصبح كاتبا مقروءا."

بايزيدي يؤكد أيضا أن السرعة التي تغير بها واقع الكتابة والنشر لم يواكبها تغير في قدرة الناس على التأكد من صدقية المعلومات وصحتها، مشيرا إلى أن هذا سيأتي مع الوقت والتوعية.

وقد وجدت دراسة أعدتها جامعة أوهايو أن معظم الباحثين عن معلومات على الإنترنت سيجدون معلومات صحيحة، ولكن المشكلة هي أن معظمهم لن يجد ما يبحث عنه.

الدراسة التي أجريت عبر استخدام الإنترنت للإجابة عن 60 سؤالا وجدت أن الإنترنت يعطي الإجابة الصحيحة بنسبة 27 بالمئة من الوقت، والإجابة الخاطئة بنسبة 9 بالمئة، ولكن في 64 بالمئة من الحالات لم يجد الباحثون إجابات لهذه الأسئلة.

وخلصت الدراسة إلى أن على الباحثين عدم اللجوء إلى الإنترنت باعتباره مصدراً أساسياً يريدون البحث عنه، واستخدام مصادر أخرى مثل: الكتب والمراجع العلمية.

على الشبكة، برزت عدة مبادرات تحاول إعطاء الناس مؤشرات على مدى "موثوقية" المعلومات على الشبكة. أبرز هذه المبادرات هي "الثقة بالصفحة" أو page trust التي قامت بها غوغل، والتي تعطي ترتيبا أعلى على سلم الصدقية للمواقع التي تشير إليها دور أبحاث كبرى، أو جامعات مرموقة، أو تلك التي تقوم جهات علمية و بحثية عالمية بوضع وصلات لها على صفحاتها.

**

نصائح

موقع جامعة جون هوبكنز على الإنترنت يقدم عدة نصائح للتحري عن صدقية الموقع على الانترنت:

1 - هل يحتوي الموقع على معلومات عن الكاتب: من يكون وكيف يمكن الاتصال به؟ وهل يوفر وسيلة للاتصال به؟

2 - هل يشرح لك الكاتب هدفه من عرض أية معلومات؟

3 - هل يظهر الموقع بشكل مهني بما يتماشى مع نوع المعلومات التي يعرضها؟

4 - هل يقدم الكاتب المراجع والمصادر للمعلومات التي يعرضها؟

5 - هل يعطيك الكاتب وسائل لمزيد من المعلومات والتعلم؟

6 - هل الموقع تابع لمؤسسة معروفة أو جامعة؟

الإنترنت صفحة يكتب عليها من يشاء ما يشاء
 
05-Jun-2008
 
العدد 29