العدد 28 - حتى باب الدار
 

- 1 -

أن تطيش على شبر ماء معناه الحقيقي أنك ماهر في السباحة، وذلك بعكس المعنى الدارج عند استخدام هذه العبارة، حيث تقال عادة للإشارة الى الأهوج أو الدرويش وعديم الخبرة.

الواقع أن عديم الخبرة الحقيقي هو من يغرق في شبر ماء، الذي لا يستطيع حفظ توازنه بسبب انخفاض منسوب الماء، أما من يطيش على شبر ماء ويتمكن من رفع كامل جسده فوق سطح الماء بغض النظر عن عمقه، فهو بالتأكيد خبير في السباحة.

- 2 -

ما تزال وزارة المياه ترى أن هناك عمليات تشويه لسمعة المياه التي تصل إلى بيوت الناس، حيث يقوم بعمليات التشويه هذه بعض مسوقي أجهزة الفلترة، الذين يكثفون نشاطهم مع مطلع كل صيف، وتصر الجهات المعنية بالماء على أن ما يقوم به هؤلاء هو مجرد خداع يتم أمام ربات البيوت، ففي حركة سحرية يقوم أحدهم بـ"خض الماء" فلا يبقى ماء على عكس ما يقول المثل الشعبي الدارج، بل يتحول الى سائل تطفو فيه أشياء يقولون إنها شوائب وهي من الشوائب براء.

هو على الأغلب صنف جديد من المعارضة هو "المعارضة المائية"، حيث يتخصص النشطاء فيها بموضوع المياه تحديداً، ولا يبدو عليهم ميل نحو النشاط السياسي مثلاً أو غيره، وهم على الأغلب ليسوا مندسين من قبل جهات "متعطشة" للنيل من بلدنا أو "غارقة" في الجحود والنكران فلا تخشى "البلل".

هم يتحدثون عن توزيع أرزاق لا أكثر، و"تسقط مياه وجوههم" قبل أن ينجزوا عملية بيع لأحد أجهزتهم، وهم كما يبدو لا مطمح لهم ،سوى أن ينتبه الناس عندما تسري المياه غير النقية تحتهم.

في مواجهة «المعارضة المائية» تقوم الحكومة بإعادة تعريف الماء من حيث هو سائل لا طعم له ولا لون ولا رائحة، وبالتأكيد فإن إحداث تغيير في هذه الصفات أو واحدة منها ،يجعل الأفكار التي تستند اليها هذه المعارضة «تتبخر» سريعاً.

المسألة مطروحة للنقاش، وقد «ترشح» بعض الآراء هنا وهناك، ويفترض أن يبادر كل مهتم الى «الإدلاء بدلوه»، وعلى المسؤولين عن موضوع المياه أن يطرحوا رأيهم بجرأة ويتأكدوا أن سرهم في «بئر»! .

- 3 -

تقوم وكالة الإنماء الأميركية برعاية نشاطات هدفها زيادة الوعي المائي:

- سيكون بمقدور الأجيال المقبلة أن لا تقع في وضعية من يسري الماء تحته دون أن يدري، بمعنى أننا بانتظار أجيال حساسة تشعر بالماء إذا جرى تحتها، والأمر مشروط بأن ما يسري هو ماء وليس أي سائل آخر!.

- الفرد من الأجيال المقبلة سيكون متماسكاً، فلن تستطيع أن تأخذه على البحر وتعيده عطشاناً.

- من المتوقع أن يتعرف أردنيو المستقبل ،على الحالات التي يجوز فيها الانتقال من الجلوس تحت الدلف الى الجلوس تحت المزراب.

- يتعلم المشاركون بتلك النشاطات على المهارات التي تجعل الغريق يخشى البلل، لأن الوضع المائي لا يسمح بالبلل أيضاً وليس فقط الغرق.

- لن تطيش الأجيال المقبلة فوق شبر ماء، بل ربما تتعلم أن تغرق في أقل من شبر ماء وذلك على سبيل التوفير.

- سؤال: تشرب مي؟

- جواب: شارب المر من أكواعي!.

الطائشون على شبر ماء
 
29-May-2008
 
العدد 28