العدد 28 - رزنامه
 

السّجل - خاص

تقدم الفنانة ديالا خصاونة، في معرضها "السوتيانة الأولى" المقام في غاليري "مكان"، قراءة جسدية ونفسية لتجربتها التي تتقارب وتتقاطع مع تجارب عاشتها أخريات مع أول "سوتيانة" يرتدينها أو يقتنينها في حياتهن.

ارتداء هذه القطعة يمثل، وفقاً لخصاونة، "نقلة نوعية من الطفولة إلى البلوغ"، إذ تؤشر "السوتيانة" على "بدايات تشكل الوعي بالجسد ومضمونه وسياقه، وما يفرضه العمر والمجتمع والموضة على الجسد من هياكل إنشائية وبنى تحتية وتقليعات وتركيبات لها جميعها جوانبها الرائعة والأخرى الأليمة".

يضم المعرض، الذي كان من المقرر أن تُعرض محتوياته في "فاترينا" مطلة على الشارع العام في أحد المحالّ بجبل عمّان، قطعاً تتنوع في ألوانها وأشكالها وأحجامها وموديلاتها، أبرزت فيها الفنانة بعضاً من التفاصيل المخبوءة التي يتحرج كثر من الإفصاح عنها بعادية، وهو ما منح المعرض صبغةً صادمة للمتلقي المحلي الذي لم يعتد بعد على هذه الجرأة في الطرح والتناول لموضوع حساس كهذا.

لكن خصاونة لا ترى الأمر على هذه الشاكلة، موضحةً في تصريح خاص بـ"ے": "هنالك العديد من محال بيع السوتيانات، وكثيراً ما يكون البائع رجلاً وليس امرأة، وإذا ما أرادت الواحدة شراء سوتيانة لا تتحرج من الدخول للمحل وتقليب القطع قطعة قطعة، بل إن (البسطات) التي تبيع السوتيانات بمختلف المقاسات والألوان، تنتشر في الشوارع والأسواق العامة، تتحلق النساء حولها لانتقاء ما يناسبهن".

لكن عملية الشراء التي تتم توافقياً وبشكل أقرب ما يكون إلى "السرية"، تختلف إلى حد كبير عن عرض فني لـ"السوتيانات" يكشف عن الدلالات الإيحائية لهذه القطعة واستعمالاتها، بدءاً من العنوان ومروراً بمحتويات المعرض وليس انتهاء بذلك الجانب من المعرض الذي وُشم جداره بقصص لنساء تروي كلٌّ منهن تجربتها الأولى في ارتداء هذه القطعة، وهي ردود على رسائل بعثتها خصاونة بالبريد الإلكتروني لصديقاتها تسألهن فيها عن تجربتهن في الحصول على السوتيانة الأولى، وشعورهن إزاءها.. وهنالك أيضاً قصص روتها لها نساء عبر أحاديث شخصية أو رسائل إلكترونية.

صُمم المعرض بطريقة تشف عن تلك الفتنة الغامضة التي تتمتع بها هذه القطع، وبدا لكل واحدة منها حضورها المميز؛ فمن القطعة ذات النقوش "العسكرية" التي تتدلى من جوانبها دُمَى لمحاربين مدججين بالأسلحة، إلى تلك القطعة الكبيرة التي ينبثق من وسطها عقد من خرز أزرق درءاً للحسد، إلى تلك التي يجاورها بالون نُفِخَ بعناية منحته صلابة واستدارة مدروسة، إلى تلك المعربشة بالنقود، إلى قطعة تحيط بها "لهّايات" الأطفال، إلى تلك التي تحتوي دمية على هيئة فأر تذكّر بالمثل القائل: "بدأ الفأر يلعب بعبّه".

تشكل الإحساس بالجسد في معرض السوتيانة الأولى
 
29-May-2008
 
العدد 28