العدد 27 - أردني
 

السّجل - خاص

بعد إعلان نتائج التوجيهي في صيف العام 1965، وصلت مجلس أمناء الجامعة رسالة ملكية توصي بقبول طالبة هي أخت طيّار شهيد. نظر مجلس الأمناء برئاسة سمير الرفاعي في أوراق الطالبة المشار إليها، فوجد أن معدلها يقل بواقع سبعة أعشار العلامة عن المعدل الذي يؤهلها للتسجيل في الجامعة، فآثر مجلس الأمناء التقيد بنظام القبول وعدم قبول الطالبة بصفة استثنائية، لأن نظام القبول المعمول به آنذاك، كان نظاماً بسيطاً يأخذ من بين المتقدمين للجامعة، العدد المقرر من الطلبة من أصحاب أعلى العلامات بغض النظر عن أي اعتبار آخر.

حسن ٍسعود النابلسي، الأمين العام للجامعة الأردنية آنذاك، والذي كان شاهداً على الواقعة، أكد لـ«السّجل» أن الملك الراحل أثنى على القرار الذي اتخذه مجلس الأمناء في حينه والذي تسلم رسالة الملك، لأن الجامعة كانت منذ إنشائها وحتى ذلك الوقت بلا رئيس. إذ لم يكن في الجامعة آنذاك سوى كلية واحدة هي كلية الآداب التي كان يرأسها الدكتور ناصر الدين الأسد.

يضيف النابلسي أنه في خريف ذلك العام، أضيفت للجامعة كليتان جديدتان هما: كلية العلوم، وكلية الاقتصاد والتجارة، ما جعل الجامعة مؤهلة لأن يصبح لها رئيس، فاختير ناصر الدين الأسد، لشغل ذلك المنصب.

"بهذه المناسبة"، يقول النابلسي "قمنا- رئيس الجامعة، وعمداء الكليات، وأنا بصفتي أميناً عاماً للجامعة- بزيارة للديوان الملكي لوضع الملك الحسين في صورة التطورات الجديدة في الجامعة وخطط الجامعة المستقبلية واحتياجاتها. وبعد أن انتهى الأسد من ذلك، استأذن من الملك لإضافة نقطة أخرى للحديث، تتعلق بالطالبة أخت الشهيد، وبعد أن أذن له الملك بذلك قال الأسد: "صاحب الجلالة، أنت أنشأت الجامعة الأردنية لكل أبنائك الأردنيين، وأردتها أن تكون جامعة مستوى. ونحن نقبل الطلبة المتقدمين على أساس علاماتهم، لكن باب جلالتك مطروق، وأنت تريد الخير لكل أبنائك. نحن نغلّب إرادتك الكبرى، إرادة المستوى، ولذلك لم يتم قبول الطالبة.....". رد الملك "شكراً لكم. بارك الله فيكم. تصرفتم التصرف المناسب، والمستوى هو أهم شيء،" كما يستذكر النابلسي.

يشير النابلسي إلى أن الجامعة الأردنية تأسست العام 1962 بكلية واحدة هي كلية الآداب وعميدها ناصر الدين الأسد، وأن تعيين رئيس للجامعة كان يتوقف، بحسب قانون الجامعة آنذاك، على استكمال بنيتها الأكاديمية بوجود ثلاث كليات على الأقل، وهذا يفسر تولي رئيس مجلس أمناء الجامعة صلاحيات رئيس الجامعة إلى حين اكتمال شروط تعيينه.

مع بداية خريف العام 1965 استكملت تلك الشروط بإنشاء كلية العلوم وعميدها الدكتور صلاح تحسين، عراقي الجنسية، وكلية الاقتصاد والتجارة وعميدها الدكتور رشيد الدقر، وتسلم ناصر الدين الأسد عميد كلية الآداب منذ إنشاء الجامعة، منصب الرئيس ليكون أول رئيس للجامعة الأردنية.

القَبول في “الأردنية” أيام زمان
 
22-May-2008
 
العدد 27