العدد 27 - احتباس حراري
 

خلصت دراسة أجراها باحثان من جامعة شرق أنغليا بإنكلترا، إلى أن الاحتباس الحراري الحالي الذي نمر به هو الأطول على مدى 1200 عام.

ووجد الباحثان تيموثي اوزبرن وكايث برفا من خلال دراسة حلقات جذوع الأشجار وطبقات الجليد والحفريات وغيرها من السجلات التاريخية المتصلة بالمناخ في 14 موقعا حول العالم، أن مدة ارتفاع درجات الحرارة قد طالت عما هو متوقع.

وبين الباحثان أن الاحتباس الحراري الحالي أثر في مناطق واسعة أكثر من أي احتباس حراري سابق حدث في التاريخ.

كما وجد الباحثان أن عدد البقع الساخنة في نصف الكرة الأرضية الشمالي ازداد في القرن الأخير مقارنة بنحو 1200 سنة الماضية، ما يضيف جديدا إلى الأدلة المتنامية حول احتباس حراري راهن وواسع النطاق. وحلل د. أوزبرن درجات الحرارة المسجلة منذ عام 1865 حتى الوقت الحالي للوصول إلى مدى نطاق الاحتباس الحراري الحالي، ومقارنته بأدلة مناخية يعود تاريخها إلى سنة 800 ميلادية.

وتمكنت الدراسة من العثور على أدلة لفترات الاحتباس الحراري في القرون الوسطى، أي ما بين الأعوام 890 – 1170 ميلادية في النصف الشمالي من الكرة الأرضية، وكذلك فترات برودة ملحوظة بين (1580 – 1850) خلال ما يعرف بـ "العصر الجليدي الصغير".

وبينت النتيجة الرئيسية من الدراسة أن القرن العشرين يتميز باتساع نطاق الاحتباس الحراري، مقارنة بكل دورات الاحتباس الحراري والبرودة التي تعاقبت على مدى الـ1200 عام الماضية.

وقام الباحثان كذلك بجمع البيانات والمعطيات التي تخص تغيرات المناخ في عدد من أقاليم النصف الشمالي من الكرة الأرضية، بما في ذلك الأشجار المعمرة دائمة الخضرة في إقليم الروكي بأميركا الشمالية واسكندنافيا وسيبيريا، حيث فحصت مراكز جذوعها للتعرف على تتابع مكوناتها -عبر الزمن- من حلقات رقيقة أو سميكة نجمت عن ارتفاع درجة الحرارة. وقام الفريق أيضا بتفحص التكوين الكيميائي لعينات الجليد التي استخرجت من أعماق شبه جزيرة غرينلاند التي بينت أن العالم يمر باحتباس حراري أشد من الأعوام السابقة.

واعتمد الباحثان على سجلات مناخية تم استخلاصها من مذكرات ويوميات أشخاص من سكان هولندا وبلجيكا عبر القرون الثمانية الماضية، وهي تسجل سنوات شهدت ظواهر مناخية مثل تجمد الأنهار والقنوات، وغير ذلك.

الاحتباس “الأطول” في التاريخ
 
22-May-2008
 
العدد 27