العدد 26 - أردني
 

تباينت تغطية الصحف اليومية والتلفزيون الأردني ووكالة الأنباء بترا والفضائيات ووكالات الأنباء العالمية للقاء رئيس الوزراء نادر الذهبي بالنواب يوم الخميس الفائت، التي خصصت لإحاطة النواب بقضية بيع أراض في منطقة عمان الغربية وتحديدا أراضي القيادة العامة الجديدة والمدينة الطبية.

اللقاء استمر من الصباح وحتى المساء، وعقد على مرحلتين كانت الصباحية أسخن والكلمات فيها أكثر حدة من المسائية، وتحدث خلال الفترتين ما يربو على 80 نائباً حول الموضوع.

نقلت صحف يومية ووكالات أنباء وفضائيات صورا للجلسة التي شهدت مطالبات نيابية باستقالة الحكومة والتعرض لشخص رئيس الديوان الملكي باسم عوض الله والقول بان الحكومة تدار من خارج مجلس الوزراء، ورفض لفكرة بيع الأراضي من حيث المبدأ وفق ما قاله النواب ناريمان الروسان، وصلاح الزعبي، وصالح الجبور، وسعد السرور، وعبد الكريم الدغمي، وعبد الرؤوف الروابدة.،

ففي الوقت الذي كانت الوكالة الرسمية تبث فيه الخبر باقتضاب، كانت فضائية "الجزيرة" تبث على قناتها "الجزيرة مباشر" جزءاً من الجلسة، وتنقل ما تحدث به النواب وصخب الكلمات فيها التي وصلت إلى حد مطالبة الرئيس الذهبي بالاستقالة وفق النواب الروسان والجبور والزعبي، كما نقلت وكالة الأنباء الفرنسية مقاطع من الهجوم الذي تعرض إليه رئيس الديوان الملكي من النائب ناريمان الروسان التي استحضرت فيه قصة الجاسوس الإسرائيلي في سورية في السبيعينيات الذي يدعى كوهين وتأييد نواب آخرين لما ذهبت إليه.

يوميتا "العرب اليوم" و"الغد" نقلتا كلمات النواب والرئيس دون تعليق او تحليل، فيما أخذت التغطية في يوميتي "الرأي" و "الدستور" منحى مختلفا، فغابت كلمات النواب وحضرت كلمة رئيس الوزراء التي بثت عبر وكالة الأنباء الأردنية.

وكالة الأنباء الأردنية (بترا) التزمت بكلمة الرئيس التي وردت إليها من المكتب الإعلامي في الرئاسة رغم أن الذهبي ارتجل حديثه من خلال نقاط ورؤوس أقلام ولم يلق كلمة مكتوبة ومطبوعة، وكذلك فعل التلفزيون الأردني.

صحيفة "الرأي" كبرى الصحف اليومية والأوسع انتشارا، التزمت بالخبر الذي بثته (بترا) واختارت لصفحتها الأولى العناوين التالية: "رئيس الوزراء يطلع النواب على ملف الأراضي ويدعو لمجابهة حرب الشائعات والتشكيك"، "الذهبي: لم يتم عقد صفقة لبيع مباني المدينة الطبية والقيادة العامة"، "من حق الرأي العام الاطمئنان إلى نزاهة المعاملات وشفافيتها وخضوعها للمساءلة والمحاسبة" و "إذا ارتأينا الاستثمار في هذا الموضوع سنعطي الأولوية للضمان الاجتماعي".

واختارت "الرأي" لصفحاتها الداخلية العديد من العناوين من مداخلة رئيس الوزراء دون الإشارة إلى موقف النواب من عملية البيع باستثناء عنوان جاء فيه "النواب يطالبون بمزيد من الشفافية وإعطاء الضمان النصيب الأكبر من الاستثمار".

صحيفة الدستور اختلفت جزئياً عن "الرأي" وقالت في صفحتها الأولى: "نواب يؤيدون توجهات الحكومة في البحث عن حلول ناجعة للمشكلات الاقتصادية". وقالت أيضا "الذهبي: الحديث عن صفقات بيع أراضي المدينة الطبية والقيادة العامة أقاويل وإشاعات".

أما في صفحاتها الداخلية فذكرت في عناوينها "العائد المالي من استثمار الأراضي سيخصص لبناء مبانٍ جديدة للقيادة العامة ومدينة طبية متكاملة وإطفاء جزء من الدين العام".

صحيفة "الغد" اليومية اختلفت عن سابقتها من حيث التغطية والمضمون، فأفردت حيزا كبيرا لكلمات النواب وعنونت الخبر ذاته بالقول: "مجلس الوزراء يتعهد بأن تكون كل قراراته في الضوء وفي العلن". وقالت أيضا "اجتماع نيابي عاصف يدعو الحكومة للاستقالة".

أما في صفحاتها الداخلية فقالت: "الحكومة تنفي أي بيوعات حتى الآن وتتعهد بعدم المضي في أي مشروع استثماري تنقصه الشفافية والتنافسية". وقالت أيضا "اجتماع نيابي ساخن يدعو الحكومة إلى الاستقالة ويعارض بيع أراضي الدولة (...) نواب يتهمون وزراء في الحكومة بالسير وفق تعليمات من خارج مجلس الوزراء(...) 25 نائبا يؤيدون مساعي الحكومة لإطفاء الديون وجذب الاستثمار".

وذهبت صحيفة "العرب اليوم" المذهب نفسه من حيث التوسع في اللقاء وتقديم المداخلات التي حدثت فيه، وقالت في عنوانها على الصفحة الأولى "الذهبي: بيع المدينة الطبية لم يتم ولا يوجد جهة تفرض عليها الرحيل(...) رفض نيابي واسع لسياسة بيع الأراضي". أما في صفحاتها الداخلية فقالت "نواب يعارضون مبدأ البيع وآخرون يطالبون بإجراءات حكومية شفافة".

الصحف اليومية الأربع لم تنقل ما ورد على لسان النائب الروسان وقامت بشطب الاتهامات، ورغم توحدهم في عدم نقل الكلمات كما وردت، إلا أن يوميتي العرب اليوم والغد أشارتا إلى تعرض رئيس الديوان لهجوم وصفتاه بـ"القاسي" من قبل الروسان، بالمقابل كانت وكالة الأنباء الفرنسية تنقل مداخلة الروسان حرفيا وتبث خبراً قالت فيه "برلمانية أردنية تصف رئيس الديوان الملكي بجاسوس"، كما أن قناة الجزيرة أعدت تقريرا مطولا عن الاجتماع استقطعت خلاله بعض مداخلات النواب وألقت الضوء على الجلسة والكلمات التي قيلت فيها، إضافة إلى قيامها ببث جزء منها مباشرة على الهواء وبثها لمداخلة الروسان.

"الغد" و"العرب اليوم" أشارتا إلى كلمات النواب التي تعرضت إلى رئيس الديوان دون الإشارة للعبارات التي قيلت في الموضوع، ونشرتا أيضا خبرا بثته وكالة الأنباء الأردنية يرفض فيه رئيس مجلس النواب عبد الهادي المجالي بعض الكلمات والتجريح الشخصي بحق رئيس الديوان.

"الرأي" و"الدستور" أشارتا إلى تصريح رئيس مجلس النواب ورفضه التعرض لشخص رئيس الديوان دون أن تذكرا سبب إطلاق التصريح وما الذي حدث في الجلسة استدعى ذلك.

التغطية الصحفية التي خرجت بها جلسة مجلس النواب وأسلوب وآلية تناولها في الصحف اليومية والوكالة والفضائيات يعيد إلى الأذهان استطلاع الرأي الأخير الذي خرج بنتيجة مفادها أن 94بالمئة من الصحفيين الأردنيين يمارسون رقابة ذاتية على أنفسهم.

تفاوت التغطية الإعلامية للقاء الرئيس بالنواب
 
15-May-2008
 
العدد 26