العدد 26 - اعلامي
 

أقدم مسلحون قيل إنهم من أنصار الحزب القومي السوري الاجتماعي على إشعال النيران في مبنى يضم استوديوهات محطة تلفزيون المستقبل الموالي للحكومة والقريب من مبنى السفارة السعودية في بيروت.

ولاقى الحدث الذي دلل على أن الكلمة هي المستهدف الأول من قبل الجماعات المسلحة انتقادات لبنانية، وعربية، ودولية، وحملة واسعة من التضامن مع العاملين في الصحيفة والإذاعة والتلفزيون.

تلفزيون المستقبل وإذاعة الشرق عادا بثهما مساء الثلاثاء الماضي بعد توقف دام 5 أيام.

وأطلق المسلحون الذين رفعوا رايات الحزب القومي السوري الاجتماعي صواريخ على مقر صحيفة المستقبل الذي اندلعت النيران في أحد طوابقها. وبعد بعض الوقت، حاصروا مقر تلفزيون المستقبل، بمحطتيه الأرضية والفضائية، وإذاعة الشرق مهددين بإطلاق النيران إذا لم يتوقف بث البرامج. فيما أقدموا على تعطيل جهاز المراقبة قبل قطع أسلاك البث. أدانت منظمة مراسلون بلا حدود اعتداءات المسلحين على أربع مؤسسات إعلامية تعود إلى سعد الحريري، رئيس تيار المستقبل وزعيم الأغلبية النيابية.

وقالت المنظمة التي تدافع عن الحريات الصحفية في العالم، وتتخذ من باريس مقراً لها «لا يسعنا إلا أن نعبر عن قلقنا إزاء الوضع السائد في لبنان الذي يمر بأزمة سياسية عصيبة نأمل ألا يشكل فيها قمع المؤسسات الإعلامية التابعة للأكثرية النيابية المناهضة لسورية مؤشراً استباقياً لأعمال عنف أكثر خطورة». قناة تلفزيون المستقبل، مملوكة لزعيم تحالف الموالاة، سعد الحريري، الذي يمتلك أيضاً عدداً من المؤسسات الإعلامية، فيما يمتلك حزب الله قناة «المنار» وحركة أمل قناة (إن، بي، إن)، أما العماد مشيل عون، فقد أطلق قناة (أورانج) فيما تعتبر الشبكة اللبنانية للإرسال (إل، بي، سي) مقربة من حزب الكتائب الذي يرأسه الرئيس الأسبق أمين الجميل.

نادي الصحافة دعا الإعلاميين في بيروت بمختلف مشاربهم الطائفية والسياسية إلى مسيرة سلمية احتجاجا على التعرض للإعلام وإحراق مؤسساته.

المسيرة انتهت عند مركز تلفزيون «المستقبل» تعبيراً عن التضامن مع وسائل إعلام المستقبل، وانضم إليها وزير الإعلام غازي العريضي الذي ألقى كلمة في المشاركين، قال فيها:«رغم ما أصاب الإعلام من اعتداء صارخ جعلني أقول إنه يوم أسود في تاريخ الحريات العامة في لبنان، وفي مسيرتنا الإعلامية منذ نشوء هذا الإعلام الذي قام على أساس الحرية والتنوع والديموقراطية، رغم هذا الأمر الخطير والكبير يبقى أملنا كبيراً باللبنانيين الأحرار الشرفاء من إعلاميين وصحفيين وبالأقلام الحرة في لبنان التي قرأناها والتي أجمعت على استنكار ما جرى ورفضه والعودة عنه وعدم تكراره انتصاراً للكلمة الحرة والمستقبل جريدة وشاشة وحياة للبنانيين(...) لا مستقبل للبنان من دون المحافظة على الأسس المكونة له ومن دون المحافظة على تاريخه العريق في الحرية والديموقراطية».

يوسف الحويك، ألقى كلمة باسم «نادي الصحافة» قال فيها: «هذا التجمع لاقى صدى كبيراً في البلد وهو يعبر عن وقفة إعلامية تضامنية كاملة مع جريدة «المستقبل» ومع شاشته «الإخبارية»، آملاً في عودة كل المؤسسات الإعلامية التي احتجبت عن الصدور وإذاعة «الشرق». وقال مدير الأخبار في تلفزيون «المستقبل»، عماد عاصي: «يوم كانت السلطة في مراحل عديدة تلجأ إلى مثل هذه القرارات التعسفية الخطيرة كنا ننتفض جميعاً لنسقط قرارات السلطة ونرفع الكلمة الحرة في لبنان ونرفع الظلم والقهر عنها، فكيف لنا أن نقبل بما جرى اليوم؟ (...) آمل في أن يترجم هذا التحرك السلمي العفوي الديمقراطي والذي سلاحه العين الصادقة والكلمة الصادقة والقلم الحر والشاشة التي تقوم بدور كبير في نقل الحدث إلى اللبنانيين.

“الإعلام” أول ضحايا عنف بيروت
 
15-May-2008
 
العدد 26