العدد 4 - اقتصادي
 

أحدث تقرير صادر عن منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية في باريس حركات اهتزازية على أسعار العملات الرئيسية حين حمل بطياته توقعات بحجم الخسائر التي قد تنجم عن أزمة الرهن العقاري الأميركي عالي الأخطار والمقدّرة ب 300 مليار دولار.

يشخّص التقرير الذي ألقى بظلاله على اتجاهات الأسعار بأن الأزمة لمّا تبلغ ذروتها بعد، كما يتحدث عن صندوق ضخم استثنائي يجري التشاور بشأنه بين مجموعات مالية أميركية كبيرة، بهدف شراء صناديق استثمار خفيفة البنية، على أمل تجنب مبيعات كثيفة قد تحدث ذعراً في أسواق المال.

وهكذا منيت مؤشرات أسواق الأسهم الأميركية بخسائر فادحة، رغم إشارة التقرير إلى السعي لبناء شبكات أمان عقاري، إذ تراجع مؤشر الداوجونز خلال الأسبوع الماضي أكثر من 300 نقطة ليرتد من عند مستويات 12743 نقطة، وهو أدنى مستوى له منذ ثلاثة أشهر. هذا الانخفاض أعطى دفعة قوية للمتعاملين بالين الياباني الذي ارتفع الى أعلى مستوياته أمام الدولار الأميركي في ثلاث سنوات، ليرتد الدولار من عند مستويات 107,20 ين/ دولار.

في الإجمال توصف بالجيدة أحجام تداول التعاملات في أسواق الصرف خلال الأسبوع الماضي بخاصة أواخر ذلك الأسبوع، وتحديداً يوم الجمعة المنصرم حين استطاعت العملة الأوروبية الموحدة وكما كان متوقعاً الاقتراب من مستويات 1.5000 دولار/ يورو ليرتد اليورو من عند أعلى مستويات قياسية سجلها 1.4970 دولار/ يورو لينزلق بعد ذلك وبسرعة حين بدأت الأسواق عمليات جني أرباح كبيرة أدت إلى تسجيله ادني مستويات الأسبوع الماضي 1.4780 دولار/ يورو عند الساعة الثانية عشرة ظهرا بتوقيت عمان من اليوم نفسه.

الأخضر استطاع تعويض قسم كبير من خسائره مع بداية تعاملات يوم الثلاثاء الماضي حين ارتفع حوالى 150 نقطة في غضون أربع ساعات ليستقر عند مستويات 108.25 ين/دولار، وكان لعمليات شراء الين الياباني أمام الدولار الأميركي أثر كبير في تحركات العملات الأوروبية أمام الين الياباني، إذ ارتفع الجنية الاسترليني واليورو أمامه ثم عاودا التخلص من المكاسب ليستقر سعر الجنية عند مستويات 223.80 ين/ جنية استرليني واليورو عند 160.50 ين/ يورو.

من الملاحظ خلال فترة تداولات الأسبوع الماضي تسجيل الفرنك السويسري مستويات قياسية، أمام الدولار الأميركي الذي انخفض إلى مستويات 1.0890 فرنك/ دولار خلال تعاملات يوم الجمعة المنصرم، وهو المستوى الأعلى على الاطلاق للفرنك أمام الدولار الأميركي.

وعاود الذهب صعوده بعد أن كان قد تراجع قبل أسبوع إلى مستويات 775 دولار/اونصة نتيجة تراجع سعر صرف الدولار الأميركي وارتفاع سعر النفط رغم زيادة المعروض في الأسواق أكثر من 99 دولار/برميل استطاع المعدن الأصفر من الارتقاء بقوة وسرعة للأعلى ليبلغ837 دولار/اونصة صباح يوم الجمعة الفائت لتبدأ بعدها عمليات جني الأرباح التي رافقها تراجع في أحجام التداول بسبب عطلة عيد الشكر في أميركا ليسقط الذهب أكثر من عشرين دولار/ أونصة وليستقر عند مستويات 823 دولار/ أونصة.

وتتجه أنظار المستثمرين في الأسواق العالمية إلى عدد من البيانات الاقتصادية الأساسية خصوصاً الأميركية المتوقع صدورها مثل مؤشر ثقة المستهلكين عن شهر تشرين الأول /أكتوبر حيث من المتوقع أن يتراجع إلى 91.5 نقطة(المستوى السابق 95.2 نقطة).

وسيطرت على السوق توقعات بخفض أسعار الفائدة على الدولار في كانون الأول، وهذا يثير عدداً من التساؤلات أهمها: هل سيخضع الاحتياطي الفيدرالي الأميركي لهذة الضغوط مع استمرار تراجع مؤشرات أسواق الأسهم الأميركية، وتراجع أكبر اقتصاد في العالم والذي يتوقع له بعض التحسن خلال الفترة القادمة نتيجة لإقبال المستهلكين على التسوق قبل عطلة عيد الميلاد ورأس السنة التي ستدعم مبيعات التجزئة، وترفع هذا المؤشر الى أعلى مستوياته؟.

محاولات تحجيم أزمة الائتمان العقاري لتخفيف الضغوط عن الدولار
 
29-Nov-2007
 
العدد 4