العدد 25 - حتى باب الدار
 

الرعيل كلمة أثيرة الى قلوب الأردنيين وتأتي عادة متبوعة بكلمة الأول، فيقال مثلا أن فلاناً ينتمي الى «الرعيل الأول»، ونعني بهم النخبة والرموز والقادة من الجيل الأردني الذي رافق السنوات أو العقود الأولى من التأسيس.

هناك اجماع على المكانة الخاصة للرعيل الأول ،سواء كانوا في السلطة أو المعارضة، وتكفي الاشارة الى أن معارضاً مخضرماً مثل يعقوب زيادين كتب أكثر من مرة عن رجال السلطة من الرعيل الأول في الثلاثينات والأربعينات والخمسينات مشيداً بنظافة أيديهم وألسنتهم وتحدث عنهم كخصوم شرفاء.

في الأردن يتم توريث أشياء كثيرة من بينها الوجاهة والصيت والاسم واللقب والميول والعواطف والتحالفات والخصومات.. الخ.

تسأل عن سر علاقة رجلين فيقال لك أن والديهما كانا صديقين، وقد تسأل عن سر الخصومة بين شخصين آخرَيْن، فيقال لك أن والديهما كانا كذلك.

مع ان القواميس تفيد بأن الرعيل هو «الجماعة القليلة من الرجال أو الخيل التي تتقدم غيرها»، فقد اعتدنا على التعامل مع الرعيل الأول على أنه الجيل الأول من الزعامات، وعلى هذا نحن نودع الآن من تبقى من الرعيل الثاني ونبدأ مع طلائع الرعيل الثالث.

بعض أعضاء الرعيل الثالث يرون أنهم ورثوا موقعهم هذا بحكم أنهم أبناء الرعيل الثاني وأحفاد الرعيل الأول وهم دوماً يحرصون على التذكير بذلك، وبأن الانتماء الى الأرعال (جمع رعيل) حق طبيعي لهم سواء كانوا فعلاً رعيلاً يتقدم الآخرين أم لا، ولكن هناك رعيل جديد بنى «رعولته» حديثاً بعد أن أعاد تعريف الكلمة بحيث اختلف معنى ومحتوى «التقدم على الآخرين» المشروط في أصول كلمة رعيل.

لدينا اقتراح برغبة، أن يتم تأميم الرعيل الأول وتأميم مواصفاته وخصائصه وجعلها ملكاً عاماً للشعب، وفك علاقة الوراثة بين الأرعال ومنع السطو عليها، فذلك هو وحده الكفيل بجعل كل رعيل مسؤولاً عن «رعولته» (باللام وليس بالنون).

الدهن لم يعد بالعتاقي
 
08-May-2008
 
العدد 25