العدد 25 - زووم
 

خالد ابو الخير

رن.. رن.. رن.

مكالمة أو مسج عاجل يتلقاه مواطنون يقطعون الشوارع إلى مواعيد لا تحتمل الإرجاء.

ليس صعباً أن تحصي المئات منهم منهمكين في اتصالات مع أصدقاء، زملاء، أحباب وأرباب عمل، دون أن تدور في خاطرهم مخاطر قد تحدق بهم جراء توجيههم انتباههم إلى المتصل، بدلا من الشارع وحركة عبور السيارات فيه.

وإذا ما وقع حادث دهس لا سمح الله، فالحق دائما على السائق..! حتى لو كان المصاب مسجى على الإسفلت ويده الممتدة التي صبغتها قطرات من الدم، تحاول جهدها الإمساك بخلوي ما زال الصوت ينادي فيه: وينك.. شو صار؟.

الكل مستعجل.. السابلة والسائقون، في لهاث حياة لا مكان فيها لوقوف أو التفات حتى عشان خاطر رنة خلوي.

رن رن رن.. ضجيج الرنين يفوق أحيانا صخب الشوارع وأخطارها، ودائما ثمة من يرد، في أي مكان، حتى لو كان الرقم غلط.

خلويات لعبور الشوارع
 
08-May-2008
 
العدد 25